إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما أنا بآكله حتى أسأل

          3997- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بنُ سعدٍ الإمام (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) الأنصاريُّ ☺ (عَنِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ) بن أبي بكر الصِّدِّيق ╩ (عَنِ ابْنِ خَبَّابٍ) بفتح الخاء المعجمة وتشديد الموحدة الأولى، عبدُ الله مولى بني عديِّ بن النَّجَّار الأنصاريِّ ☺ (أَنَّ) سعدًا (أَبَا سَعِيدِ(1) بْنِ مَالِكٍ الخُدْرِيَّ ☺ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ لَحْمًا مِنْ لُحُومِ الأَضْحَى) ولأبي ذر ”الأضَاحي“ بلفظ الجمعِ. (فَقَالَ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ حَتَّى أَسْأَلَ) عن حُكمه؛ إذ كانوا نُهوا عن أكلِها بعد ثلاثةِ أيَّام (فَانْطَلَقَ إِلَى أَخِيهِ لأُمِّهِ، وَكَانَ) أخوه لأمِّه (بَدْرِيًّا) ممَّن شهدَ غزوة بدرٍ (قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ) الأنصاريَّ، بالنَّصب بفعلٍ محذوفٍ، أي: أعني قتادةَ، ويجوز الرَّفعُ خبر مبتدأ محذوفٍ، أي: هو قتادةُ، والجرُّ بدلًا من أخيهِ، وهو الَّذي أُصيبت عينُه يومَ أحدٍ على الأصحِّ، فأخذَها النَّبيُّ صلعم فردَّها إلى مكانها فكانت أحسنَ عينيهِ (فَسَأَلَهُ) عن ذلك (فَقَالَ) قتادةُ: (إِنَّهُ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ نَقْضٌ) بفتح النون وسكون القاف بعدها ضاد معجمة، أي: ناقضٌ (لِمَا كَانُوا يُنْهَوْنَ عَنْهُ) بضم التَّحتية مبنيًّا للمفعول (مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الأَضْحَى) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ ”الأضَاحي“ (بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) فالنَّهي منسوخٌ بقوله ╕ بعد: «كلُوا وادَّخِرُوا وتَزَوَّدُوا» كما سيأتي إن شاء الله تعالى بعونِ الله وفضلِهِ في بابهِ [خ¦5423] والغرضُ منه ههنا وصفُ قتادةَ بأنَّه كان بدريًّا.


[1] في (د) زيادة: «الأنصاري».