إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

          3361- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ) السَّعديُّ المروزيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ أَبِي حَيَّانَ) بفتح الحاء(1) المهملة وتشديد التَّحتيَّة، يحيى بن سعيدٍ التَّيميِّ _تيم الرِّباب_ الكوفيِّ (عَنْ أَبِي زُرْعَةَ) هَرِمِ بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجليِّ الكوفيِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ) أنَّه (قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلعم ) بضمِّ الهمزة وكسر الفوقيَّة مبنيًّا للمفعول (يَوْمًا بِلَحْمٍ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَجْمَعُ يَوْمَ القِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ) في «باب قول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا[خ¦3340] قال: «كنَّا مع النَّبيِّ صلعم في دَعوةٍ، فرُفِع إليه الذِّراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسةً وقال: أنا سيِّد النَّاس يوم القيامة، هل تدرون بم يجمع الله الأوَّلين والآخرين؟» (فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ) أرضٍ مستويةٍ واسعةٍ (فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي) بضمِّ الياء من الإسماع (وَيُنْفِذُهُمُ البَصَرُ) بضمِّ الياء والذَّال المعجمة في الفرع، وبعضهم _فيما حكاه الكِرمانيُّ_ فتح الياء، والمعنى: أنَّه يحيط بهم بصر النَّاظر لا يخفى عليه منهم شيءٌ، لاستواء الأرض، وذكر أبو حاتمٍ: أنَّه إنَّما هو بالدَّال المهملة، وأنَّ المحدِّثين يروونه بالمعجمة، والمعنى: يبلغ أوَّلهم وآخرهم حتَّى يراهم كلَّهم ويستوعبهم (وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ _فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ_) إلى أن قال: (فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ) له(2): (أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنَ(3) الأَرْضِ) هذا موضع التَّرجمة، وزاد إسحاق بن رَاهُوْيَه، ومن طريقه(4) الحاكم في «المستدرك» من وجهٍ آخر عن أبي زرعة عن أبي هريرة: «قد سمع بخلَّتك أهل السَّموات والأرض» (اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ) بالفاء، ولأبي ذرٍّ: ”ويقول“ أي(5): لست هُنَاكُم (فَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ) بفتح الذَّال المعجَمة الَّتي هي من باب المعاريض، وليست من الكذب الحقيقيِّ المذموم(6)، بل كانت في ذات الله تعالى، وإنَّما أشفق منها(7) في هذا المحلِّ لعلوِّ مقامه _كما مرَّ قريبًا فراجعه_ ‼: (نَفْسِي نَفْسِي) مرَّتين، وزاد أبو ذرٍّ ثالثةً (اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى...) الحديث إلى آخره، وسبق في «باب قول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[نوح:1[خ¦3340] قريبًا (تَابَعَهُ) أي: تابع أبا هريرة على رواية هذا الحديث (أَنَسٌ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم / ) فيما وصله المؤلِّف في «التَّوحيد» [خ¦4712].


[1] «الحاء»: مثبتٌ من (س).
[2] «له»: ليس في (ص) و(م).
[3] في (ص): «في».
[4] في (د): «طريق».
[5] «أي»: ليس في (د) و(م)، وفي (ص): «إنِّي».
[6] «المذموم»: ليس في (د).
[7] «منها»: ليس في (ص).