الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة

          ░64▒ (باب: صلاة الإمام ودعائه...) إلى آخره
          قالَ الزَّينُ بن المنيِّر: عطف الدُّعاء على الصَّلاة في التَّرجمة ليبيِّنَ أنَّ لفظ الصَّلاة ليس محتَّمًا بل غيره مِنَ الدُّعاء ينزل منزلته. انتهى.
          ويؤيِّده ما في حديثٍ عند النَّسَائيِّ مِنْ أنَّه صلعم قال في رَجُل بعث بناقة حسنة في الزَّكاة: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ وَفِى إِبِلِهِ)).
          وقال ابن المنيِّر في «الحاشية»: عبَّر المصنِّف في التَّرجمة بالإمام ليبطل شبهة أهل الرِّدَّة في قولهم للصِّدِّيق: إنَّما قال الله لرسوله: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة:103] وهذا خاصٌّ بالرَّسول / فأراد أن يبيِّن أنَّ كلَّ إمام داخل في الخِطاب(1). انتهى مِنَ «الفتح».
          وفي حديث الباب مسألة خلافيَّة، قالَ العَينيُّ: احتجَّ به مَنْ جوَّز الصَّلاة على غير الأنبياء استقلالًا وهو قول أحمد أيضًا. وقال أبو حنيفة وأصحابه ومالك والشَّافعيُّ والأكثرون: إنَّه لا يصلَّى على غير الأنبياء ╫ استقلالًا، ولكن يصلَّى عليهم تبعًا، والجواب عن هذا أنَّ هذا حقُّه ╕ له أن يعطيه لمن شاء، وليس لغيره ذلك. انتهى.
          وبسط الكلام عليه في «الأوجز».


[1] فتح الباري:3/361