الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب أي الصدقة أفضل؟

          ░11▒ (باب: فضل صدقة الشَّحيح الصَّحيح...) إلى آخره
          كتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: يمكن أن يراد بالشَّحيح كونُه مظنَّة الشُّحِّ لعروض الحوائج له، وإن أريد بالشَّحيح مَنْ كان الشُّحُّ طبعًا له فممكن أيضًا، والفضيلة في هذا الأخير جزئيَّة لمَّا أنَّه يشتدُّ عليه لشحِّه وإلَّا فالسَّخيُّ قريب مِنَ الله. انتهى.
          وفي «هامشه»: قالَ الكَرْمانيُّ: الشُّحُّ بخلٌ مع حرص، وقيل: هو أعمُّ مِنَ البخل، وقيل: هو الَّذِي كالوصف اللَّازم ومِنْ قَبيل الطَّبع. انتهى.
          والظَّاهر عندي أنَّ الشَّحيح: هو الَّذِي يُعَبَّر عنه في لساننا الهنديَّةَ بلفظ: <<كينجوس(1)>>، وقال شيخ المشايخ في «تراجمه»: المراد بالشَّحيح هاهنا: المحتاج إلى المال. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».
          قال الحافظ: قال ابن المنيِّر ما ملخَّصه: مناسبة الآية بالتَّرجمة(2) أنَّ معنى الآية التَّحذير مِنَ التَّسويف بالإنفاق استبعادًا لحلول الأجل واشتغالًا بطول الأمل، والتَّرغيب في المبادرة بالصَّدقة قبل هجوم المنيَّة وفوات الأمنيَّة، والمراد بالصِّحَّة في الحديث مَنْ لم يدخل في مرض مخُوف فيتصدَّق عند انقطاع أمله مِنَ الحياة، ولمَّا كانت مجاهدة النَّفس على إخراج المال مع قيام مانع الشُّحِّ دالًّا على صحَّة القصد وقوَّة الرَّغبة في القربة كان ذلك أفضلَ مِنْ غيره، وليس المراد أنَّ نفس الشُّحِّ هو السَّبب في هذه الأفضليَّة(3). انتهى.


[1] في (المطبوع): ((كنجوس)).
[2] في (المطبوع): ((للترجمة)).
[3] فتح الباري:3/285 مختصرا