تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أقبل رسول الله حتى قدم مكة فبعث

          2770- (المُجَنَّبَةُ) الكتيبةُ، وهي قطعةٌ من العساكرِ تسيرُ في أحدِ الجانبينِ من العسكرِ، والمُجَنَّبَةُ اليُمنى هي الميمنةُ والمُجَنَّبَةُ اليُسرى هي الميسرةُ، وما كانَ من ذلكَ في الوَسَطِ فهو القلبُ.
          (وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الحُسَّرِ، فَأَخَذُوْا بَطْنَ الوَادِي) كذا عندنا فيما رأينا من روايةِ أصحابِ الحديثِ، والحاسرُ في الحربِ هو الذي لا درعَ لهُ ولا مِغْفَرُ، وفي روايةٍ: «وَجَعَلَ أَبَا عُبَيْدَةُ عَلَى البَيَاذِقَةُ وَبَطْنِ الوَادِي» قِيْلَ: هم الرَّجَّالَةُ سُمُّوْا بياذِقَةً لخِفَّةِ حركتِهِمْ وسُرْعَةِ تَقَلُّبِهِمْ إذ لم يَتَكَلَّفْوَا حمْلَ ثقيلِ السلاحِ، وروى بعضُ أصحابِ الغريبِ: «أَنَّهُ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الحُبَّسِ» بالباءِ قبل السينِ، وقالَ: هم الرَّجَّالَةُ سُمُّوْا بذلك لتَحَبُّسِهِمْ عن الرُّكبانِ وتأخُّرِهِمْ، قالَ: وأحسبُ الواحدَ حَبِيْساً فعيلٌ بمعنى مفعولٌ، قالَ: ويجوزُ أن يكونَ حابساً؛ كأنَّه يحبِسُ مَن يسيرُ من الرُّكْبَانِ بمسيرِهِ.
          (وَوَبَّشَتْ قُرَيْشٌ مِنْ أَوْبَاشٍ لهَا) أي؛ جمعت لها جموعاً من قبائل شتى، والأوباشُ والأوشابُ الأخلاطُ.
          (هَتَفَ يَهْتِفُ هَتْفاً) نادى، والهَتْفُ: الصوتُ. /
          (أُبِيْدَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ) أُهْلِكَتْ واسْتُؤْصِلَتْ، وأُفْنِيَتْ خضراءُ قريشٍ: سوادُها ومعظمُها وجماعَتُها، والعربُ تُعَبِّرُ بالسوادِ عن الكثرَةِ، ومنهُ قولهُم: عليكَ بالسوادِ الأعظمِ؛ أي الجماعَةِ الجَّمَّةِ الكثيرةِ المحمودةِ.
          (الضَّنُّ) البُخْلُ والشُّحُّ، ويُقالُ: ضَنِنْتُ أَضَنَّ ضَنَانَةً وضَنَنْتُ_بفتحِ النونِ_ أضِنُّ لغةٌ.
          (الاسْتِلامُ) لمسُ الحَجرِ باليدِ.
          (سِيَةُ القَوْسِ) طَرَفُهَا.
          (أَحْفَى بِيَدِهِ) قيل: أشارَ بحافَّتِهَا وَضعاً للحصدِ والقَتْلِ.