تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: إذا أمن الإمام فأمنوا فإن من وافق

          2221- (إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوْا) قيلَ يحتملُ وجهينِ: أحدُهُما: إذا فرَغَ الإمامُ من قراءةِ القرآنِ فقولوا آمين، فتأمينُ الإمامِ ما في خاتمةِ الفاتحةِ من الدُّعاءِ، وتأمينُ المأمومِ قولهُ: آمينَ وهو دعاءٌ أيضاً؛ لأنهم قد قَالوا: إنَّ معنى آمين اللهمَّ استجبْ، / والوجهُ الثاني: إذا قالَ الإمامُ: آمينَ فقولوا: آمينَ، على روايةِ ابنِ شهابٍ: «إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلعم كَانَ يَقُوْلَ آمِيْنَ» وفي التأمينِ لغتانِ: أَمِيْنٌ على مِثالِ فعيلٍ غيرُ ممدودةٍ، وآمِيْنُ مطوَّلَةُ الألفِ، مُخَفَّفَةُ الميمِ في الوجهينِ، وفي بعضِ الآثارِ: «آمِيْنَ خَاتِمُ رَبِّ العَالَمِيْنَ»، قالَ أبو بكرِ بن الأنباريِّ: معناهُ أنَّهُ طابَعُ اللهِ على عبَادِهِ، لأنه يدفعُ به البَلايا والآفاتِ، كخاتمِ الكِتَابِ الذي يصونُهُ ويمنعُ من إفسادِهِ وإفشاءِ ما فيهِ، ويُؤيِّدُ ذلكَ في روايةٍ أخرى: «أَنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ البَلاءَ» وفي روايةٍ: «يَرُدَّ القَضَاءَ» أي يكونُ سبباً لذلكَ، وفي روايةٍ أُخرى: «آمِيْنَ دَرَجَةٌ فِي الجَّنَةِ» قالَ ابنُ الأنباريِّ: معناهُ أنه حرفٌ يَكْسَبُ به قائلُهُ درجةً في الجنةِ، «مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ» يعني في التأمينِ: «غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وذلك مبيَّنٌ في سائرِ الأحاديثِ، أي تكونُ الموافقةُ لذلكَ سبباً للمغفرةِ، والله أعلم.