تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان

          2690- (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا) أي تُخْرِجُ الكنوزَ المدفونَةَ فيها، قالَ ابنُ السِّكِّيْتِ: الفِلَذُ لا تكونُ إلا للبعيرِ، وهو قِطْعَةٌ من كَبِدِهِ وفِلْذَةٌ واحدةٌ، وجمعٌها فِلَذٌ وأفلاذٌ، وهي القطعُ المقطوعَةُ طولاً، وهذا مثلُ قولِ اللهِ تَعالى: {أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة:2] وسُمِّيَ ما في باطنِ الأرضِ كَبِداً تشبيهاً بالكبدِ الذي في بطنِ البعيرِ وتمثيلاً، وكذلكَ قولُهُ: (تَقِئُ) وقَيْئُهَا إخراجُها لذلك، وتَأَتِّيَهُ منها، وقُرْبُ وُجُوْدِهِ فيها، وخصَّ الكبد لأنَّهُ من أطايبِ الجَّزُوْرِ، والعربُ تقولُ: من أَطَايِبِ الجَّزورِ السَّنَامُ والكَبِدُ.
          (الأَسَاطِيْنُ) للمسجدِ وغيره الأعمدةُ، واحدها أسطوانَةٌ، وهي الجُّذُوْعُ القائمةُ التي تُعْتَمَدُ لبناءِ السُّقوفِ عليها.