تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: لو دنا مني لتخطفته الملائكة عضواً عضواً

          2693- (وَعَفَّرَ وَجْهَهُ بِالتُّرَابِ تَعْفَيراً) ألصقَهُ بالترابِ، ويُقالُ: للترابِ العَفَرُ، واعتَفَرَ الشيءُ سقَطَ في العَفَرِ_بفتحِ الفاء_ وهو الترابُ.
          (نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ يَنْكُصُ) إذا رَجَعَ القَهقَرَى إلى خَلْفِهِ.
          (الخَطْفُ) أخذُ الشيءِ بسرعةٍ، / والاختطافُ والاستلابُ بمعنىً واحدٍ في السُّرْعَةِ، والاستراقُ أيضاً الاستماعُ بمعنى السُّرعةِ، ويُقالُ: خَطِفَ واخْتَطَفَ وتخطَّفَ.
          (طَغَى) عَتَا واسْتَكْبَرَ، وكلُّ شيءٍ تجاوزَ الحدَّ وتمادَى فقد طَغَى، {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17] أي ما جاوزَ القصدَ في رؤيتِهِ.
          ({لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} [العلق:15]) أي لنَجُرَّنَّهُ بناصيتهِ إلى النارِ، يُقالُ: سَفَعْتُ بالشيءِ إذا قبضتَ عليهِ وجذبْتَهُ جَذباً شديداً، وكانَ بعضُ القُضاةِ يكثرُ أن يقولَ في بعضِ الخُصُوْمِ: اِسفَعَا بيدِهِ؛ أي خُذَا بيدِهِ وأقيماهُ، وقيلَ: معنى الآية: لنُسَوِّدَنَّ وَجْهَهُ، فَكَفَتِ النَّاصيةُ؛ لأنها في مقدَّمِ الوجهِ، والعربُ تجعلُ النون الساكنَةَ ألفاً، تقولُ: قُوْماً يعني قُومَنْ.
          (الزَّبْنُ) أصلهُ الدَّفْعُ، يُقالُ: ناقةٌ زَبُوْنٌ؛ أي تَدْفَعُ حالِبَها عنها، والحربُ تَزْبُنُ الناسَ؛ أي تَصْدِمُهُمْ بالدَّفعِ والإزعاجِ، والزَّبانيةُ سُمُّوا بذلكَ لدفعِهم أهلَ النارِ إليها بالإزعاجِ والشدَّةِ.
          {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق:17]: يريدُ أهلَ ناديْهِ، وهم أهلُ مجلسِهِ؛ أي فليستنصِرْ بهم، والنَّادي والنَّديُّ المجلسُ، ومنهُ قولهُ تعالى: {وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} [مريم:73] والنَّدوَةُ: الاجتماعُ للمشاورَةِ وبذلك سُمِّيَتْ دارُ النَّدوةِ بمكَّةَ؛ لأن قريشاً كانت تجتمعُ فيها للتشاورِ، وتنادى القومُ إذا اجتمعوا في النَّادي، وإذا قامَ القومُ من النادي فليسَ بنديٍّ إلا مَجازاً.