تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له

          2256- (الاحْتِسَابُ) طلبُ الثوابِ، والاجتهادُ في تحسينِ النيَّةِ وإخلاصِهَا لله.
          (أَوْزَاعٌ) جماعاتٌ من الناسِ.
          (الرَّهْطُ) الجماعةُ دونَ العشرةِ، وقيلَ: بل إلى الأربعينَ.
          (الابْتِدَاعُ) إذا كانَ من الله ╡ فهو إخراجُ الشيءِ من العدمِ إلى الوجودِ، وهو تَكْوِيْنُ الأشياءِ بعدَ أن لم تكنْ، وليسَ ذلكَ إلا لله ╡، والابتداعُ من المخلوقينَ إن كانَ في خلافِ ما أمرَ اللهُ بهِ ورسولُهُ صلعم فهو في حيِّزِ الذمِّ والإنكارِ، وإن كان واقعاً تحتَ عُمُوْمِ ما ندبَ الله إليه وحَضَّ عليه أو رسوله صلعم فهو في حيِّزِ المدح وإن لم يكن منالُه مُوْجُوْداً، كنوعٍ من الجودِ والسَّخَاءِ وفعلِ المعروفِ، ودليلُهُ قولُهُ صلعم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا» فهذا فعلٌ من الأفعالِ المَحْمُوْدَةِ لم يكن الفاعلُ سُبِقَ إليهِ، ولا يجوزُ أن يكونَ ذلك في خِلافِ ما وردَ به الشرعُ، لأنَّهُ صلعم قد غبطَهُ بثوابِ ذلك، وقد أتبعَها صلعم بضدِّها في «مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً / كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرَ مَنْ عَمِلَ بِهَا» وهذا في خلافِ ما أمرَ اللهُ بهِ ورسولُهُ، فقولُ عُمَرَ ☺: «نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ» في حيِّز المدحِ؛ لأنه فِعْلٌ من أفعالِ الخيرِ، وحِرْصٌ على الجَّماعةِ المندوبِ إليها، وإن كانَتْ لم تكن في عهدِ الخليفةِ قبلَهُ فقد صلَّاها رسولُ الله صلعم جماعةً، وإنما قَطَعَهَا إشفاقاً من أن تُفْرَضَ على أمتهِ، وكان عمرُ مِمَّنْ نبَّهَ عليها وسنَّهَا على الدوامِ، فله أجرُها وأجرُ من عملَ بها إلى يومِ القيامةِ، على ما وَرَدَ بهِ النَّصُّ من رسولِ الله صلعم وقد قالَ عُمَرُ فيها: والتي تَنَامُوْنَ عنها أَفْضَلُ، تنبيهاً على ما جاءَ في الأثرِ من أنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَحْضُوْرَةٌ، وقد أخذَ بذلكَ أهلُ الحرمِ، فإنَّهم يُصلُّونَ التَّراويحَ بعد أن يناموا، فله ☺ ثوابُ الوجهَينِ، لتنبيهِهِ على ذلكَ.