تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: خلق الله آدم وطوله ستون ذراع

          2445- (التَّحِيَّةُ) السَّلامُ، والحُجَّةُ فيه: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} [النساء:86] أي إذا سُلِّمَ عليكُمْ، وهي تَوْطِئَةٌ للأُنْسِ وتقدمَةٌ للطُّمأنِيْنَةِ واتِّبَاعٍ للسُّنَّةِ، وقد تكونُ التحيةُ المُلْكُ، دليلهُ قوله:
أُنِيْخَ عَلَى تَحِيَّتِهِ بجُنْدِيٍّ
          ويُقَالُ: حَيَّاكَ اللهُ؛ أي ملَّكَكَ اللهُ، والتَّحيةُ البَقاءُ، يُقالُ: حيَّاكَ اللهُ؛ أي أبقاكَ اللهُ، كما يُقَالُ: أَوْصَى وَوَصَّى وَمَهَلَ وَأَمْهَلَ، ودليلُهُ:
          وَلَكُلُّ مَا نَالَ الْفَتَى... قَدْ نِلْتُهُ إِلَّا التَّحِيَّةِ
          يعني البقاءُ فإنه لا سبيلَ إليهِ، كذا قالَ ابنُ الأنباريِّ، وقيلَ: أرادَ الملكَ.
          وَأمَّا (السَّلامُ) فقالَ فيه قومٌ: السلامُ: الله ╡، المعنى: اللهُ عليكُم؛ أي على حِفْظِكُمْ، وقيلَ: معناهُ السَّلامَةُ عَلِيْكُمْ، قالوا: والسلامُ جمعُ سلامةٍ، وقيلَ: السَّلْمُ بمعنى التَّسْلِيْمِ، تقولُ: سَلَّمْتُ عليهِ؛ أي سَلَّمْتُ عليهِ تَسليماً، إلا أنَّ العطفَ في النصِّ عليهِ بقولهِ: «ورحمَتُ الله» يُقَوِّي القولَ الأولَ.