تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: نحن أحق بالشك من إبراهيم

          2226- (الشَّكُّ وَالشُّكُوْكُ) خلافُ اليقينِ، نحنُ أحقُّ بالشكِّ من إبراهيمَ؛ لأنه قالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260] فقالَ قومٌ حين سَمعوا الآيةَ: قد شكَّ إبراهيمُ ولم يشكَّ نَبِيُّنَا فقالَ صلعم تواضعاً وتقديماً لإبراهيمَ على نفسهِ: «أَنَا أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْهُ»: أي أننا لم نشكَّ ونحنُ دونَهُ، فكيفَ يشكُّ / هو؟ قالَ ذلكَ القُتيبيُّ، وقالَ: تأويلُ قوله: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260] أي يتيقَّنُ النظرَ، قالَ: واليقينُ جِنْسَانِ: يقينُ السَّمْعِ، ويقينُ البصرِ وهو أعلاهُما، وكذلكَ قيلَ في قصةِ مُوْسَى ◙: إن الله تعالى لمَّا أعلمَهُ بعبادةِ قومه العجلَ لم يلقِ الألواحَ، فلمَّا عايَنَ ذلك ألقاهَا، وفي بعضِ الرِّواياتِ: «لَيْسَ المُخْبِرُ كَالمُعَايِنِ».
          (أَوَى وَآوَى) بمعنىً واحدٍ، وأوى الإنسانُ إلى منزِلِه أوياً، وآوَيْتُهُ أنا أُؤْوِيْهِ إيوَاءً وأَويَةً أيضاً، والمأوى: مكانُ كلِّ شيءٍ ومرجعُهُ الذي يعودُ إليهِ.
          (رُكنُ الشَّيءِ) جانبُهُ الأقوَى، وهو يأوِي إلى ركنٍ شديدٍ: أي إلى عزٍّ ومَنَعَةٍ، وجَبَلٌ أركنُ: له أركانٌ عاليةٌ شديدةٌ، ورجلٌ رُكنٌ: ثابتٌ مُتَثَبِّتٌ.