تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا

          2303- (فَتَرْبُوْ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ) أي تنمو وتزيدُ، وكلُّ شيءٍ زادَ وارتفعَ فقد رَبَا يَربُو فهو رابٍ، وأصلُ المُحَقِّقِيْنَ في كلِّ ما كانَ من هذا البابِ أنَّ لا تشبيهَ ولا كيفيةَ لقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} [الشورى:11] إلا أن زيادَتها ونموَّها دليلٌ على المضاعفةِ والقبولِ، وهو الذي نَبَّهَ الخبرُ عليهِ.
          (الفَلُوُّ) معروفٌ، وهو من فَلَوْتَهُ إذا ربيتَهُ، يُقالُ: فلاهُ يَفْلُوهُ، وأنشدَ: نَجِيبٌ فلاهُ في الرِّباطِ نَجيبُ؛ أي رباهُ، ويُقالُ: فَلَوْتُهُ عن أمهِ كنايةٌ عن الفِطامِ وقطعِ الرضاعِ، وهو حينئذٍ محتاجٌ إلى تربيةِ غير الأمِّ له ومراعاتِهِ.
          (وَالفَصِيْلُ) ولدُ النَّاقةِ إِذا فُصِلَ عَن أُمِّهِ، وَأَصلهُ من الْقطعِ، يُقَالُ فَصَلْتُ الشَّيْءَ أفصلُهُ فصلاً قَطَعْتُهُ.
          (القَلُوْصُ) الصغيرُ من الإبلِ، ويُقالُ: قد أَقْلَصَ البَعِيْرُ: إذا ظهرَ سَنَامُهُ شيئاً يَقْلِصُ، ويُقالُ: إنَّ القَلُوصَ الباقيةَ على السيرِ من الإبلِ وكأنَّ الأول أولى؛ لأنَّ في الحديثِ ما يدلُّ على التربيةِ في النَّشأةِ.
          (الطَّيِّبُ) ضدُّ الخبيثِ، ويُقالُ: للحلالِ طَيِّبٌ وللحرامِ خبيثٌ.