تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه

          2169- (اللَّمَمُ) مقاربةُ المعصيَةِ من غيرِ مُوَاقَعَةٍ، كذا في ((المجمَلِ))، وقيلَ: هو الرَّجلُ يُلمُّ بالذنبِ ثم لا يُعَاوِدُهُ، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: هو ما يفعلهُ الإنسانُ في الحينِ من غيرِ عادةٍ، قالَ: فالمذنبونَ أربعةٌ: فأعظمُ الذنوبِ أن يأتي الإنسانُ الشيءَ وهو يعلمُ أنه مُحَرَّمٌ عليهِ ثم يَجْحَدُ ذلك، أو أن يأتيَهِ على عِلمٍ أنه محرَّمٌ عليهِ غيرَ جاحدٍ لذلك، فإن أصرَّ وكان ذلك في المشيئةِ فهذا هو المصرُّ، والمُلِمُّ أن يأتيَ الشيءَ ليسَ بعادةٍ له فهذا يُغْفَرُ له ما اجتنبَ الكبائرَ، والرابعُ: أن يَعْصِيَ ثم يتوبَ فهذا مضمونٌ له القَبولُ، ومن كلامِ العربِ: (مَا أَتَيْتُ فُلاناً إلا لِمَاماً) أي الفَينةَ بعدَ الفَينةِ، يَعْنُوْنَ الوقتَ بعد الوقتَ، وفلانٌ يأتينا اللَّمَةَ بعد اللَّمَةِ، واللِّمامُ والإلمامُ: الزِّيارةُ التي لا تمتدُّ، وفي قولِ الشَّاعِرِ:
وَأَيُّ عبدٍ لكَ لا ألمَّا
          يريدُ: لم يُلِمَّ بمعصيةٍ.