تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: سمـع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا

          2654- يُقَالُ: (أَسْحَرْنَا) أي نحنُ في وقتِ السَّحرِ، كما يُقالُ: أَصْبَحْنَا، صِرْنَا في وقتِ الصَّبَاحِ.
          (سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ) أي انتشرَ ذلك وظهرَ وسمعهُ السَّامِعُوْنَ.
          (وَحُسْنُ البَلاءِ) النِّعمةُ، والبلاءُ الاختبارُ والامتحانُ، فالاختبارُ بالخيرِ؛ ليبينَ الشكرَ، والابتلاءُ بالشرِّ ليَظْهَرَ الصَّبْرُ، فإذا قيلَ: بلاءٌ حسنٌ وبلاءٌ قبيحٌ كان على ما فُسِّرَ.
          (رَبَّنَا صَاحِبَنَا) أي احْفَظْنَا، ومَن صحِبَهُ الله لم يضرَّهُ شيءٌ، وبيانُهُ ما رُوِيَ من الزيادةِ فيه، وهو: «اللَّهُمَ اصْحَبْنَا مِنْكَ بِصُحْبَةٍ وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ» أي احفظنَا في سفرنا بحفظِكَ واقلِبنا بأمانكَ وعهدِكَ، وقد قالَ اللهُ تعالى في ضِدِّهِ للكافرِ: {وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُوْنَ} [الأنبياء:43] أي لا يُجَارُوْنَ ولا يُحْفَظُوْنَ.