تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها

          2321- (تَرِبَ الرَّجُلُ) إذا افتقرَ، كأنه لصقَ بالتُّرابِ، وأَتربَ: إذا اسْتَغْنَى، هذا هو الأصلُ، ثم قد يُستعملُ في الحثِّ على الشيءِ والاستغنامِ له، والتنبيهُ على الاهتمامِ به والحرصِ عليهِ، قالَ أبو عُبَيْدٍ: ونرى أنَّهُ صلعم لم يتعمدِ الدُّعاءَ عليهِ، ولكنها كانَتْ كلمةً جاريةً على ألسنةِ العربِ يقولُونها ولا يريدونَ وقوعَ ذلك، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: أرادَ تَرِبَتْ يداكَ إن لم تفعلْ ما أمرتُكَ به، وقالَ ابنُ الأنباريِّ: معناهُ للهِ دَرُّكَ إذا استعملتَ ما أمرتُكَ به، وقد جاءَ في حديثٍ لخُزَيْمَةَ ما يدلُّ على أنه ليسَ بدعاءٍ عليه في قولِهِ: «أَنْعِمْ صَبَاحاً، / تَرِبَتْ يَدَاكَ»، وإنما هو دعاءٌ لهُ وترغيبٌ في ما تقدَّمَتِ الوُصاةُ به؛ لأنه عَقَّبَ قولَهُ أنعمْ صَباحاً، بقولهِ: تَرِبَتْ يَمِيْنُكَ، والضِّدَانِ لا يجمعُهما من تُعْزَى إليهِ الفصاحةُ والبلاغةُ والحِكمةُ، والعربُ تقولُ: (لا أُمَّ لكَ ولا أبَ لكَ)، يريدونَ لله دَرُّكَ! فظاهرهُ الذَّمُّ وباطنُهُ المدحُ.