تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره

          2277- (أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ) أي أخطأَ وجَهِلَ وتجاوزَ الحدَّ في ذلكَ، وقد فُسِّرَ على وجوهٍ تتقاربُ، وقيلَ في قوله: {وَكُلُوْا وَاشْرَبُوْا وَلَا تُسْرِفُوْا} [الأعراف:31] أي لا تأكُلوا ما لا يحِلُّ أكلُهُ، وقيلَ السَّرَفُ: مجاوزةُ القَصدِ في الأكلِ مما أحلَّ الله ╡، وقالَ سفيانُ: الإِسْرَافُ ما أُنْفِقَ في غير طاعةِ اللهِ، وقالَ إِيَاسُ بن مُعاويةَ: الإسرافُ ما قُصِّرَ بهِ عن حقِّ الله، والسَّرَفُ: ضدُّ القَصْدِ، والسَّرَفُ الكفرُ والشَّكِّ في قولهِ {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر:28] وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: السَّرْفُ تجاوزُ ما حُدَّ لكَ، والسرفُ: وضعُ الشيءِ في غير موضعِهِ، والسرف: الغفلَةُ، يُقالُ: مررتُ بكم فسَرَفْتُكُمْ؛ أي غفلتُ عَنْكُمْ.
          (خَشَاشُ الأَرْضِ) بفتحِ الخاءِ دَوَابُّهَا وهَوَامُّهَا. وَوَاحِدُ الهوَامِّ هَامَّةٌ، وَقيلَ: الْهَوَامُ الْحَيَّاتُ وكُلُّ ذِيْ سُمٍّ يَقْتُلُ، فَأَمَّا مَا لَهُ سُمٌّ وَلَا يقتلُ فقد قِيْلَ هُوَ السَّوَامُ كالعقربِ والزُّنبورِ، وَمِنْهَا الْهَوَامُ مثلُ القنافذِ والخنافِسِ والفأرِ واليَرْبُوْعِ، وَقد تقعَ الهامَّةُ على كل مَا يَدُبُّ من الْحَيَوَانِ، وَمِنْهُ حَدِيث كعبِ بن عُجْرَةَ: ((أَيُؤْذِيْكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ)) يَعْنِي الْقملُ، سُمِّيَتْ بذلكَ إمَّا لِأَنَّهَا / تَدُبُّ فِي الرَّأْسِ وتَثِبُ، وَيُقَالُ هُوَ يَتَهَمَّمُ رَأسُهُ إِذا كَانَ يُفَلِّيْهِ، وَقد قَالُوا نعم الهامَّةُ هَذَا يَعْنُوْنَ بِهِ الْفرسَ.