تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ

          2233- (وَقَوْلُ الذِّئْبِ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ): / قالَ ابنُ الأعرابيِّ: السَّبُعُ الموضِعُ الذي يُحبَسُ الناسُ فيهِ يومَ القيامةِ، أرادَ من لها يومَ القيامةَ، وهذا يفسَّرُ بقولِ الذئبِ: يومَ لا راعيَ لها غَيري، والذئبُ لا يكونُ لها راعياً يومَ القيامةِ، وقيل: السَّبُعُ: الشدَّة والذُّعرُ، يُقالُ: سَبَعْتُ الأسدَ، إذا ذعرتُهُ، أي من لها عندَ الفتنِ حين يتركَها الناسُ هَمَلاً لا راعيَ لها نُهْبَةً للذئابِ والسِّبَاعِ، فجعلَ السَّبُعَ لها راعياً، إذ هو مُنْفَرِدٌ بها، وهذا إنذارٌ بما يكونُ من الشدائدِ والفِتَنِ التي يُهْمِلُ الناسُ فيها أنعامَهُمْ ومواشيهم، فيَستَمكِن فيها السِّباعُ بلا مانعٍ، يُقالُ: سَبُعٌ وسَبْعٌ وسَبُعَةٌ وسَبْعَةٌ بمعنىً، وقد حكَوا أنه يُقالُ لمن بالغَ في الشرِّ: عَمِلَ عَمَلَ سَبُعَةٍ، وقيلَ: يُرادُ بذلكَ: عَمِلَ عَمَلَ السَّبُعَةِ وهي اللَّبؤةُ أنثى اللُّيُوْثِ.