تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر

          2268- قالَ أبو إسحاقَ الحَربيُّ: وسُمِّيَ الدجالُ مسيحاً، لأنَّ فَرْدَ عينه ممسوحةٌ عن أن يبصرَ بها، وسُمِّيَ عيسى ◙ مسيحاً تسميةً خصَّهُ اللهُ بها، أو لمسحِ زكريَّا إيَّاهُ، وفي بعضِ الأخبارِ: أمَّا مسيحُ الضلالةِ فدَجَّلَ، فدلَّ ذلكَ على أنَّ عيسى مسيحُ الهُدَى، والدَّجالُ مسيحُ الضَّلالةِ، وليسَ قولُ من قالَ: الدَّجالُ مَسِّيْحٌ على فَعِّيْلٍ بالتشديدِ بشيءٍ، وقيلَ: المسيحُ ضد المَسِيْخِ، يُقالُ: مَسَحَهُ اللهُ أي خلقهُ خلقاً حسناً، ومسخَهُ أي خلقَهُ خلقاً ملعوناً قبيحاً، قال: أبو العباسِ سُمِّيَ مسيحاً لأنه كان يمسحُ الأرضَ أي يَقْطَعُهَا، وعن ابنِ عَبَّاسٍ: أنه كانَ لا يمسحُ ذا عاهةٍ إلا برَأ فكأنَّهُ سُمِّيَ مَسِيْحاً لذلكَ، وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: المسيحُ الصِّدِّيقُ، وبه سُمِّيَ عيسى، والمسيحُ الأعورُ وبه سُمِّيَ الدَّجَالُ، وقالَ أبو عُبَيْدٍ: المسيحُ أصلُهُ بالعِبرانيَّةِ مَشِيْحاً فعُرِّبَ كما عُرِّبَ موشى بموسى، وأما الدَّجالُ فسُمِّيَ مَسِيْحاً لأنه ممسوحُ إحدى العينَينِ، وقيل: سُمِّيَ دَجَّالاً بتَمويهِهِ على الناسِ وتلبيسِهِ، يُقالُ: دَجَّلَ إذا مَوَّهَ، وليسَ يُقالُ: سيفٌ مُدَجَّلٌ إلا إذا طُليَ بالذهب، ويُقالُ: بعيرٌ مُدجَّلٌ إذا كان مَطْلِياً بالقطِرَانِ، فأُخِذَ الدَّجالُ من ذلكَ لأنه دجَّلَ الحقَّ بباطلِهِ وغطَّاهُ، ودَجْلُهُ سِحْرُهُ وكذِبُهُ، وكل كذَّابٍ دجالٌ، لأنه أظهرَ ما قد عَرفَ بطلانَهُ وسترَهُ وغطاه.