تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن

          2220- (اشْدُدْ وَطْأتَكَ عَلَى مُضَرَ) أي خُذْهُمْ أشدَّ أخذٍ، وقد وطِئْنَا العدوَّ وطأةً شديدةً، يكونُ بالقَدمِ وبالخيلِ والاستئصالِ والغَلَبَةِ، وفيما يُروى: «آخِرُ وَطْأَةٍ للهِ بِوَجٍّ» أي آخرُ أخذٍ ووقعةٍ وَوَجٍّ؛ هي الطَّائفُ، وكانت غزوةُ الطائفِ آخرَ غزواتِ النبي صلعم.
          (كَسِنِيِّ يُوْسُفَ) هي المذكورةُ عنه في القرآنِ في تعبيرِهِ للرُّؤْيَا، ووصْفِهِ له بالشدَّةِ، فدعَا عليهم بمثلها.
          (أَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ) من المسالمَةِ وتركِ الحربِ، وهي المُتَارَكَةُ، ويحتملُ وجهينِ: أن يكونَ دعاءً دَعَا بهِ النبيُّ صلعم لها بذلكَ، وأن يكونَ خبراً أنَّ اللهَ قد سالمَها، ولم يأمرْ بحربِها، وكذلكَ «غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا» تحتملُ الوجهينِ.
          (اللَّعْنُ) الطَّرْدُ والإبعادُ، {لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة:88] أي طردَهُمْ من رحمتِهِ، وأبعدَهُمْ عن مغفرتِهِ، وكانَ العربُ إذا تمرَّدَ الرَّجُلُ منهم وكثُرَ شرُّهُ، أبعدوهُ وطردُوْهُ لئلَّا يلحقُهُمْ عارُهُ وجرائرُهُ وأشاعوا ذلكَ، ويُقالُ: هو لعينُ بني فلانٍ، والشجرةُ الملعونَةُ في القرآنِ؛ هي الزَّقُوْمُ؛ لأنه لُعِنَ أكَلتُها الذين هم أهلُ النارِ، وكانتِ العربُ تقولُ لكلِّ طعامٍ كريهٍ ملعونٌ؛ لتركِهَا لهُ واجتنابِها إيَّاهُ.