تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى

          2386- (الطِّوَلُ) هو الحبلُ الذي تُشَدُّ بهِ الدَّابةُ، ويُمسِكُ صاحبُهُ بطرفِهِ، أو يَشُدُّهُ في شيءٍ يُمْسِكُهُ ويُرْسِلُ الدَّابَةَ تَرْعَى، والطِبَلُ أيضاً بالباء لغةٌ فيه، يُقالُ: طَوِّلْ لِفَرَسِكَ؛ أي أَرْخِ طِوَلَهُ في مَرْعَاهُ، أطالَ لها؛ أي أَرْخَى لها الحَبْلَ.
          (اسْتَنَّ الفَرَسُ يَسْتَنُّ) أي سَرِّحْ، وفرسٌ سَنينٌ وهو من النَّشَاطِ، وقِيْلَ: الاستناُن أن يحضرَ وليسَ عليه فارسٌ.
          (شَرَفاً أَوْ شَرَفَيْنِ) مواضعُ مُشْرِفَةٌ، ومشارفُ الأرضِ أعالِيها.
          (رَبَطَهَا فَخْراً وَنِوَاءً لِأَهْلِ الإِسْلامِ) أي معاداةً لهم، يُقالُ: ناوَأتُ الرَّجلَ نِوَاءً ومُناوَأةً إذا عاديَتَهُ، وأصلُهُ إنَّهُ ناءَ إليكَ، ونؤته إليه إذا نهضتَ إليهِ نُهوضَ المُغَالَبَةِ.
          (الوِزْرُ) الحِمْلُ الثقيلُ المُثْقِلُ / للظهرِ، والجمعُ أوزارٌ، ثم يتصرفُ ذلكَ في الذُّنُوْبِ والآثامِ وفي المعوناتِ وغيرها.
          (المَرْجُ) أرضٌ ذاتُ نباتٍ تَمرُجُ فيهِ الدَّوَابُ؛ أي تُرْسَلُ وتتركُ فيه للرَّعْيِّ والانبساطِ، يُقالُ: مرجَ الشيءُ: إذا قَلِقَ ولم يستقرْ، ومرجتِ الدَّوابُ: اختلطَتْ وتفرَّقَتْ في المرعى، وأمرٌ مَرِيْجٌ مُخْتَلِطٌ، و{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} [الفرقان:53] منعهما من الغلبةِ بالبَرْزَخِ المانعِ بقُدْرَتِهِ تعالى، وقالَ ثعلبٌ: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} أي أجراهُما، فالإجراءُ ضِدُّ الثَّبَاتِ والاستقرارِ فكأنَّ المَرْجَ على قولهِ: الموضعُ الذي لا يَسْتَقِرُّ فيه من أتاهُ بل يَجُوْلُ فيه مُتفرجاً في نواحيهِ.
          (بُطِحَ لَهَا) أي بُسِطَ، وأُلْقِيَ على وجهِهِ مُنبسطاً.
          (وَالقَاعُ) الأرضُ الملساءُ المُنْبَسِطَةُ، وأصلُ القاعِ الوادِي، يُقَالُ في تصغيرِهِ: قُوَيْعٌ.
          (وَالقَرْقَرُ) القاعُ المُطَمْئِّنُ، وهو تأكيدُ لهُ في ذلكَ.
          (صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ) واحدُها صَفِيْحَةٌ، وكُلُّ حجرٍ أو سيفٍ عريضٍ فهو صَفِيْحَةٌ؛ وإنما ذلكَ عِبَارةٌ عن اتساعِ صفحَاتِها وانبساطِ أقطارِهَا.
          (فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا) أي أُوْقِدَ عَليها حتَّى حَمِيَ واشتدَّ حَرُّها.
          (الجَّبِيْنُ) ما عن يمينِ الجَّبْهَةِ وشِمَالِهَا، وهما جَبِيْنَانِ، والجَّبْهَةُ موضعُ السُّجُوْدِ، والجَّبينانِ يَكْتَنِفَانِهَا من الجِّهَتَيْنِ.
          (الفَصِيْلُ) ولدُ النَّاقةِ إذا فُصِلَ عن أُمِّهِ.
          (الخُفُّ) للبعيرِ كالحافرِ لذواتِ الحافِرِ.
          (العَضُّ) بالأسنانِ، ويُقالُ: برئتُ إلى فلانٍ من عَضَاضِ هذه الدَّابةِ؛ أي من كَدْمِهَا، وهو العضُّ بأدنى الفمِ كما يَعَضُّ الحمارُ.
          (العَقْصَاءُ) المُلْتَوِيَةُ القَرنينِ، العَقْصَةُ: عقدةٌ في القَرنِ، ويُقالُ: رجلٌ عَقْصٌ، فيه التواءٌ وفي أخلاقِهِ صُعُوْبَةٌ.
          (الجَلْحَاءُ) هي الجمَّاءُ التي لا قرنَ لها، والأجلحُ: الذي انحسرَ الشعرُ عن جَابني جَبْهَتِهِ. /
          (العَضْبَاءُ) المكسورةُ القَرْنِ، وقد عَضِبْتُ تَعْضُبُ وأَعْضَبْتُهَا أنا، وقد يكونُ العَضْبُ في الأُذُنِ قَطْعُهَا، وأما ناقةُ النبيِّ صلعم فإنها كانت تُسَمَّى العَضْبَاءَ، وليس من هذا وإنما ذاكَ اسمٌ لها سُمِّيَتْ بهِ، والعَضْبُ السَّيْفُ القاطعُ، والعَضْبُ: القطعُ نَفْسُهُ أيضاً، فلعلَّهَا سُمِّيَتْ باشتقاقٍ من هذا لسُرْعَتِهَا وقَطْعِهَا الأرضَ في سَيْرِهَا.
          (الظِّلْفُ) للبقرِ كالحافِرِ للخيلِ، وقد اسْتُعِيْرَ الظِّلْفُ للخيلِ في قولِهِ: وَخَيْلٌ تَطَأُكُمْ بِأَظْلَافِهَا.
          (اليُعَارُ) صوتُ الشَّاءِ، وقد يَعَرَتْ تَيْعَرُ يُعَاراً بالضمِّ، واليُعَارُ للشاءِ كالرُّغَاءُ للإبلِ.
          (الشُّجَاعُ الأَقْرَعُ) ضربٌ من الحيَّاتِ، وفي ((الغريبين)): الشُّجاعُ الأقرُع الحَيَّةُ الذَّكَرُ، ويُقَالُ لها: شُجَاعٌ وشِجَاعٌ بالكسرةِ وثَلَّثَهُ أَشْجَعَةٌ ثم شُجْعَانُ، ويُقالُ للحيَّةِ أيضاً: أَشْجَعُ، والأَقْرَعُ: الذي قد تَمَعَّطَ فروةُ رأسِهِ لكثرةِ سُمِّهِ فلا شعرَ على رأسهِ، ويُقالُ: تمعَّطَ شَعَرُهُ: تناثَرَ، ورجلٌ أَمْعَطُ لا شعرَ عليهِ.
          (لَهُ زَبِيْبَتَانِ) وهما النُّكْتَتَانِ السَّوْدَاوَانِ فوقَ عَيْنَيْهِ، ويُقالُ: الزَّبِيْبَتَانِ الزُّبْدَتَانِ، يُقالُ: تَكَلَّمَ فلانٌ حتى زَبَّبَ شِدْقَاهُ؛ أي: أَزْبَدَ.
          (يُطَوِّقُوْنَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) أي: يُلْزِمُوْنَهُ في أعناقِهم مثل الطَّوْقِ.
          (اللِّهْزِمَتَانِ) [الشِّدْقَان](1) وقد فُسِّرَ في بعضِ الأخبارِ.
          (الأَشَرُ) التَّكَبُّرُ والمَرَحُ والعُجْبُ، و إذا قيلَ: فَعَلَ هذا أشراً أو بَطراً: فالمعنى لَجَّ في ذلكَ.
          (وَالبَطَرُ) الطُّغيانُ عند النِّعمةِ، وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: البَطَرُ سوءُ احتمالِ الغِنَى، وبَطِرَ الحَقَّ: أي جَعَلَ ما جعلَهُ الله حقاً باطلاً، وأصلُ البَطَرِ: البُطلانُ، مأخوذٌ من قولِ العربِ ذَهَبَ كرمهُ بَطَراً وبَطْراً؛ أي باطلاً هذا قولُ الكِسَائِيِّ، وقالَ الأصمعيُّ: البَطَرُ الحَيْرَةُ، ومعناهُ أن يتحيَّرَ عندَ الحقِّ فلا يراهُ / حقاً، وقالَ الزَّجَّاجُ: البَطَرُ أن يَطْغَى فَيَتَكَبَّرُ عند الحقِّ فلا يقبلُهُ، وقيلَ: البَطَرُ تجاوزُ الحدِّ في التَّمدُّحِ والافتخارِ، والمَدْحُ التَّطاولُ والفخرُ.
          (الرِّيَاءُ) أن يُظهرَ للناسِ من إرادتِهِ الجهادَ بها خلافَ ما يُضْمِرُ؛ لأنَّ الأوصافَ التي وُصِفَ بها تُبْطِلُ تحقيقَ النِّيَةِ.
          (الثَّلَّةُ) الجماعةُ الكثيرةُ من الغَنَمِ، وجمعُها ثِلَلٌ مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وقيلَ: رُبما خُصَّتِ الضَّأنُ بها، وكذلكَ قالوا: خيلُ ثِلَّةٍ أي من صُنُوْفٌ، والثُّلَةُ: بالضمِّ الجماعةُ من الناسِ.


[1] بياض في نسخة الأصل.