تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن

          2225- (العَجْمَاءُ) البَهِيْمَةُ، وإنما سُمِّيَتْ البهيمةُ عجماءَ؛ لأنَّ الكلام ليس من طبعها، فكل من لا يقدرْ على ذلك فهو أعجمُ ومُسْتَعْجِمُ، ويُقالُ لصلاةِ النَّهارِ عَجْمَاءُ؛ لأنهُ لا يُسمَعُ فيها قراءةً، وحكمُها تركُ الجهرِ.
          (وَجُبَارٌ) هَدَرٌ إذا لم يكنْ لمحكومٍ عليهِ في ذلكَ عملٌ، كالبهيمةِ تنفلِتُ فَتُصِيْبُ إنساناً أو تُفْسِدُ شيئاً من المملوكاتِ فذلكَ هدَرٌ لا شيءَ فيه.
          (البِئْرُ جُبَارٌ) أي من وقعَ فيها فأصابَهُ موتٌ فما دُوْنَهُ فلا شيءٌ على حافِرِهَا حيث يجوزُ له حفرُها.
          (المَعْدِنُ جُبَارٌ) أي من هلكَ فيهِ أو أصابَهُ شيءٌ فلا شيءَ على من هو في أرضهِ، وفي بعضِ الآثارِ «وَالرِّجْلُ جُبَارٌ»: فإن صحَّ فهو أن الدابةَ إذا أصابتْ إنساناً بيدِهَا فراكبُها ضامنٌ، وإن أصابتهُ برجلها فهو هدَرٌ، قالهُ الهرويُّ.
          (الرِّكَازُ) على قولينِ: هو عندَ أهلِ العراقِ المعَادِنُ، وعندَ أهلِ الحجازِ كنوزُ الجاهليةِ، والكلُّ محتملٌ في اللغة، والأصلُ فيه قولهُم: رَكَزَ في الأرضِ: إذا ثبتَ، والكنزُ ثابتٌ في الأرضِ، كما يُركزُ الرُّمحُ أو غيره، وإن كانَ المعدنُ أشدَّ ثباتاً؛ لأن هذا بأصلِ الخِلقَةِ، وذاكَ بالمعاناةِ، فقد اجْتَمَعَا في الثباتِ وتفاضلاً في الكَيْفِيَّةِ.