تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أنه كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض

          2242- قولُ المُصلِّي: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) أي تقبَّلَ اللهُ منه وأجابَ حَمْدَهُ، ويُقالُ: اسمعْ دُعَائي: أي أجبْ دعائي، لأنَّ غرضَ السائلِ الإجابةُ والقَبُوْلُ، فذكرَ مرادَهُ وغرضَهُ باسم غيرهِ للاشتراك الذي / بين القَبُوْلِ والسَّمْعِ، فوضعَ السمعَ موضعَ القَبُوْلِ والإجابةِ، ومن ذلكَ قوله: {آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} [يس:25] أي استمعوا منِّي سمْعَ الطاعةَ والقَبُوْلِ، ومنهُ قولُهُ: «أَعُوْذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ» أي لا يُجابُ، وعلى هذا تأوَّلوا قولَ الله ╡: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل:80] أي لا تقدرُ أن تُلْزِمَ الكفَّارَ قَبُوْلَ الحقِّ وتصديقَهُ، ومنه قوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} [المائدة:41] أي قائلونَ للباطلِ، وكذلكَ قولهُ: {إِنَّمَا يَسْتَجِيْبُ الَّذِيْنَ يَسْمَعُوْنَ} [الأنعام:36] يعني الذين يُصْغُوْنَ إليكَ إصغاءَ القَبولِ والطاعَةِ، ومثلُ هذا متَّسِعٌ كثيرٌ.