تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: بينا أنا نائم رأيتني على قليب

          2199- (القَلَيْبُ) البئرُ قبل أن تُطوى، فإذا طويَتَ فهي الطَّوِيُّ.
          (وَالنَّزْعُ مِنَ البِئْرِ) الاسْتِقَاءُ، وأصلُ النَّزْعِ المدُّ إليكَ، والمُسْتَقِي يمُدُّ الدَّلوَ إلى نفسهِ، والنَّزعُ في القوسِ مدُّ النَّازعِ وتَرَهَا إليه.
          (الذَّنُوْبُ السَّجْلُ) الدَّلو العظيمةُ.
          (اسْتَحَالَ الشَّيءُ) تحوَّلَ من حالةٍ إلى غيرها، قالَ ابنُ الأنباريِّ: هذا مَثَلٌ معناهُ أنَّ عُمَرَ لمَّا أخذَ الدَّلْوَ عظُمَتْ في يدِهِ؛ لأنَّ الفُتوحَ كانت على عهدِهِ أكثرَ ما كانت على عهدِ أبي بكرٍ لانشغالهِ بارتدادِ العربِ، والسعيِّ في / ردِّهم إلى الإسلامِ، ومعنى استحالَتْ: انتقلتْ من الصغرِ إلى الكبرِ.
          (الغَرْبُ) الدلوُ العظيمةُ أيضاً، فإذا فُتِحَتْ الراءُ، فهو الماءُ السَّائلُ بين البئرِ والحوضِ.
          وقالَ أبو عمرِو بن العلاءِ في (العَبْقَرِيُّ): يُقالُ هذا عبقريُّ القومِ كقولهم هذا سيِّدُ القومِ وكبيرُهُمْ، وقالَ ابنُ الأنباريِّ: الأصلُ أن عبقرَ عندَهم قريةٌ يَسْكُنُهَا الجنُّ يَنسبونَ إليها كل فائقٍ جليلٍ، كأنَّه من عملَ الجنِّ الذي لا يقدرُ عليه الإنسُ، ومنهُ قيلَ للديباجِ عبقريٌّ، وللبسُط عبقريٌّ، ولكلِّ ما اسْتُجِيْدَ واستُغربَ.
          (حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ) حتى رَوُوْا وأَرْوَوْا إِبِلَهُمْ، واتَّخذوا لها عَطَناً تبركُ فيه عَزْماً على الإقامةِ التي أَغْنَتْهُمْ عن التَّتبُّعِ وطلبِ الماء، يُقالُ: عطنتِ الإبلُ: فهي عَاطنةٌ وعَوَاطِنُ، إذا بركَتْ عندَ الحياضِ لتُعادَ إلى الشربِ مرةً أخرى، وأعطنتُها أنا: اتخذتُ لها عَطناً، والعَطَنُ: مَبْركُ الإبلِ حولَ الماءِ، وجمعهُ أعطانٌ، والأعطانُ للإبلِ كالمرابضِ للشَّاءِ، وهي المواضعُ التي تربضُ فيها، وتأوي إليها عند رجوعِها من المرعَى، وقيل: لا تكونُ أعطانُ الإبلِ إلا على الماءِ، فأما مَبارِكُها في البريَّةِ وعند الحيِّ فهو المأوى، ويكونُ مناخُها مُرَاحاً أيضاً.