تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة

          2630- (اللَّغْوُّ) السُّوْءُ، كلهُ مذمومٌ إلا ما سُمِحَ فيه من الأيمانِ التي لا تكونُ بقصدٍ ولا نِيَّةٍ، قال تعالى: {وَالَّذِيْنَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُوْنَ} [المؤمنون:3] قالوا: عن كُلِّ لَعِبٍ ومَعْصِيَةٍ، وقالَ تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوْا اللَّغْوَ أَعْرَضُوْا عَنْهُ} [القصص:55] أي عن كُلِّ ما يُلْغى، وقالَ: {وَإِذَا مَرُّوْا بِاللَّغْوِ مَرُّوْا كِرَاماً} [الفرقان:72] أي بالباطلِ والجفاءِ {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} [الغاشية:11] أي قائلةً لَغواً، وأصلُ اللَّغْوِ الميلُ عن الصوابِ، وقيلَ معنى قولهِ: «وَمَنْ مَسَّ الحَصَا فَقَدْ لَغَا»، يعني من مسَّ الحَصَا في الصلاةِ فقد لَغَا؛ أي تكلَّمَ ولو كان ذلكَ في الصلاةِ لم يكن لتخصيصِ الجُمُعَةِ معنى، والحديثُ إنما جاءَ في الترغيبِ في الإنْصَاتِ للخُطبةِ وتركِ الاشتغالِ عن ذلكَ بشيءٍ.