تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا

          2216- (أُوْتِيْتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ) يعني القُرآنَ، جمعَ اللهُ بِلُطْفِهِ وحِكْمَتِهِ في الألفاظِ اليَسِيْرَةِ منه معانيَ كثيرةً، ورُوِيَ في صفتِهِ ☻ أنه كان يتكلَّمُ بجوامعِ الكلامِ، أي أنَّهُ كان كثيرَ المعاني قليلَ الألفاظِ.
          (تَنْتثِلُوْنَهَا) أي تَسْتَخْرِجُوْنَهَا، والانتِثالُ والنَّثْلُ: نَثْرُكَ الشيءَ بمرةٍ واحدةٍ، يُقالُ: نثلَ ما في كِنانتِهِ إذا صَبَّهَا ونَثَرَهَا.
          (المَفَاتِيْحُ) كُلُّ ما يُتوصَّلُ بهِ إلى استخراجِ المُغْلَقَاتِ عليها التي يتعذَّرُ الوصولُ إليها، فأخبرَ صلعم أنه أُعْطِيَ مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ، وهو ما سُهِّلَ له ولأُمَّتِهِ من استخراجِ المُمْتَنِعَاتِ وافتتاحِ البلادِ المتعَذِّراتِ، ومن كان في يديهِ مفاتيحُ شيءٍ سهُلَ عليه الوصولُ إليه، وذلكَ قوله صلعم: «أُعْطِيْتُ مَفَاتِيْحَ الكَلِمِ» هو ما سُهِّلَ عليه من الوصولِ إلى غوامضِ المَعاني وبدائعِ الحِكَمِ التي أُغْلِقَتْ عن غيره.