التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله

          6641- الحَدِيْثُ الخامِسَ عَشَر: حَدِيْثُ عَائِشَةَ أنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَتْ: (يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الأرْضِ أَهْلُ أَخْبَاءٍ _أَوْ خِبَاءٍ_) الحَدِيْث. وفيه أَيضًا: (وَالَّذِي نَفْسُ محمَّد بِيَدِهِ...) إِلَى آخرِه.
          وذَكَرَهُ ابنُ بطَّالٍ بلفظ: <خِبَاءٍ _أَوْ أَخْبَاءٍ_> ثمَّ قَالَ: والمعروفُ فِي جمعِ خِبَاءٍ أَخْبِيةٌ، كذلك تُجمعُ فِعَالٌ وفَعِيلٌ فِي القليل عَلَى أفعِلَةٍ كِمثالٍ وأمثِلَةٍ وسِقَاء وأَسْقِيَةٍ ورَغيفٍ وأَرْغِفَةٍ، وقد يُجمَعُ فعيلٌ عَلَى أَفعالٍ كيتيمٍ وأيتامٍ وشريفٍ وأشرافٍ ويمين وأَيمان، وهَذَا قياس خِبَاءٍ وأَخْباء.
          فإنْ قلتَ: بِمَ يتعلَّق القَسمُ فِي قولِه ◙ فِي هَذَا الحَدِيْثِ: (وأَيضًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ)؟ قيل: قد فسَّر مَعْمَرٌ المعنى فِي روايتِه عن الزُّهْرِيِّ: لَتَزْدَادِنَّ _أَي مَحَبَّةً_ فيما ذَكَرْتِ إِذَا قَوِيَ إسلامُكِ وتحكَّم الإيمانُ فِي قلبِكِ، كما قال ◙: ((وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِن أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِين)) يريدُ لا يبلُغُ حقيقةَ الإيمانِ وَأعلى درجاتِه.
          وقولُه فِيْهِ: (مِسِّيكٌ) هُوَ بكسْرِ الميمِ وتشديدِ السِّينِ المكسورةِ، كذا نحفظُهُ، وقال ابنُ التِّين: حفظْناه بفتْحِ الميمِ وتخفيفِ السِّين. قَالَ: وكذلك هُوَ فِي ضبْطِ «الصِّحاح» وهو البخيلُ، وإِنَّمَا سُمِّي بِذَلِكَ لأنَّه يُمسِكُ مَا فِي يديهِ لا يُخرِجُه لِأَحَدٍ.
          وقولُه فِيْهِ: (مِنْ أَدَمٍ) هُوَ بفتْحِ الهَمزةِ والدَّالِ جمعُ أَدِيمٍ، مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ، وهو جَمْعٌ عزيزٌ قليلٌ، والأَدِيمُ الجِلْد.