التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: لا، ومقلب القلوب

          ثمَّ ساق ثمانيةَ عَشَرَ حديثًا: /
          6628- أحدُها: حَدِيْثُ ابْنِ عُمَرَ ☻: كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ صلعم: (لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ).
          قلتُ: فالسُّنَّةُ أَنْ يحلِفَ بها وبما شابَهَها مِن أسماءِ اللهِ تَعَالَى وصفاتِهِ، وقد قال ◙: ((مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ)) وقام الإجماعُ عَلَى أنَّه مَن حلفَ فقال: واللهِ أو باللهِ أو تَاللهِ، أَنَّ عليه الكَفَّارَة لأنَّ الواوَ والباءَ والتَّاء هِي حروفُ القَسَمِ عند العرب، والواوُ والباءُ يدخلان عَلَى كلِّ محلوفٍ، وَلا تدخل التَّاءُ إِلَّا عَلَى الله وحدَه.
          وقولُهم: (لَاهَا اللهِ) أصلُه: لا واللهِ، حُذِفَ حَرفُ القَسَمِ، وعُوِّض منها ها الَّتِي للتَّنبيه، فصارَ واوُ القَسَمِ خافضًا مضمَرًا مثلَه مُظهَرًا، غير أنَّه لا يجوز أَنْ يُظهَرَ مع مَا هُوَ عِوَضٌ منه.
          وقام الإجماعُ أَيضًا عَلَى أَنَّ مَن حَلَف بِاسمٍ مِن أسماءِ الله تَعَالَى أَنَّ عليه الكَفَّارَةَ، واختلفوا فيمَن حَلَف بصفاتِه كما سيأتي فِي بابِه، واحتجَّ مَن أوجبَ الكَفَّارَةَ فِي الأَيمانِ بالصِّفاتِ كلِّها بهذا الحَدِيْثِ: (لَا وَمُقَلِّبِ القُلُوبِ). وصفاتُه كلُّها منه وَليس شيءٌ مخلوقٌ.