شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قوله عز وجل: {فإذا طعمتم فانتشروا}

          بابُ قَوْلِهِ ╡: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا}[الأحزاب:53][خ¦5463] [خ¦5464]
          فيه: أَنَسٌ قَالَ: (أَنَا أَعْلَمُ النَّاس بِالْحِجَابِ...) وذكر الحديث. [خ¦5466]
          وجلوس الرجال في بيتِه صلعم بعد ما طعموا وبعد قيامه ورجوعه ثلاث مرات إلى آخر الحديث.
          قال المؤلِّف: بيَّن الله تعالى في آخر هذه الآية معنى هذا الحديث وذلك قولُه تعالى: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}[الأحزاب:53].
          وأذى النَّبيِّ صلعم حرام على جميع أمَّتِه وكذلك أذى المؤمنين بعضِهم لبعض حرام.
          وفيه مِن الفقه أنَّ مَن أطال الجلوس في بيت غيرِه حتَّى أضرَّ بصاحب المنزل أنَّه مباح له أن يقوم عنه أو يخبرَه أنَّ له حاجة إلى قيامِه؛ لكي يقوم وليس ذلك مِن سوء الأدب، وقد تقدَّم هذا في كتاب الاستئذان في باب مَن قام مِن مجلسِه ولم يستأذن أصحابَه وتهيَّأ للقيام ليقوم النَّاس(1).


[1] قوله: ((هذا في كتاب الاستئذان... ليقوم النَّاس)) ليس في (ص).