شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب السلق والشعير

          ░17▒ بابُ السِّلْقِ وَالشَّعِيرِ.
          فيه: سَهْلٌ: إِنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ في قِدْرٍ لَهَا فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا وقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا، وَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى وَلا نَقِيلُ(1) إِلا بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَاللهِ مَا فِيهِ شَحْمٌ وَلا وَدَكٌ. [خ¦5403]
          فيه ما كان السَّلف عليه ♥ مِن الاقتصار في مطعمِهم وتقلُّلِهم واقتصارِهم على الدُّون مِن ذلك، ألا ترى حرصَهم على السِّلْق والشَّعير، وهذا يدلُّ أنَّهم كانوا لا يأكلون ذلك في كلِّ وقت ولم تكن همَّتهم اتِّباع شهواتِهم، وإنَّما كانت همَّتهم مِن القوت فيما يبلِّغهم المحل ويدفعون سورة الجوع بما يمكن، فمَن كان حريصًا أن يكون في الآخرة مع صالح سلفه فليسلك سبيلَهم وَلْيَجْرِ على طريقتِهم وَلْيَقْتَدِ بهديهم(2). /


[1] في (ص): ((نتغدى ونقيل)).
[2] زاد في (ص): ((والله أعلم)).