شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الأكل متكئًا

          ░13▒ بابُ الأَكْلِ مُتَّكِئًا.
          فيه: أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلعم: (لَا آكُلُ مُتَّكِئًا). [خ¦5398]
          إنَّما فعل ذلك والله أعلم تواضعًا لله ╡ وتذلُّلًا له، وقد بيَّن هذا أبو(1) أيُّوب في حديثِه عن الزُّهري: ((أَنَّ النَّبيَّ صلعم أَتَاهُ مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ قَبْلَ تِلكَ المَرَّةِ وَلَا بَعْدَهَا فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا أَوْ مَلَكًا نَبِيًّا، قَالَ فَنَظَرَ إِلَى جِبْرِيْلَ كَالمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَتَوَاضَعَ، فَقَالَ: بْلْ عَبْدًا نَبيًّا، فَمَا أَكَلَ مُتَّكِئًا)).
          وقال مجاهد: ((لَمْ يَأْكُلِ النَّبيُّ صلعم مُتَّكِأً قَطُّ إِلَّا مَرَّةً، فَفَزِعَ فَجَلَسَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي(2) عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ)).
          قال المؤلِّف: مَن أكل متَّكئًا فلم يأت حرامًا، وإنَّما يكرَه ذلك لأنَّه خلاف التَّواضع الَّذي اختاره الله ╡ لأنبيائِه وصفوتِه مِن خلقِه، وقد أجاز ابن سيرين والزُّهري الأكل متَّكئًا.


[1] قوله: ((أبو)) ليس في (ص).
[2] في (ص): ((أنا)).