شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة

          ░47▒ بابُ جَمْعِ اللَّوْنَيْنِ أَوِ الطَّعَامَيْنِ بِمَرَّةٍ.
          فيه: عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: (رَأَيْتُ النَّبيَّ صلعم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ). [خ¦5449]
          قال المهلَّب: لا أعلم مَن نهى عن خلط الأدم إلَّا شيئًا يروى عن(1) عمر ☺، ويمكن أن يكون ذلك مِن السَّرف والله أعلم لأنَّه كان يمكن أن يأتدم بأحدِهما / ويرفع الآخر إلى مرَّة أخرى، ولم يحرِّم ذلك عمر لأنَّ النَّبيَّ صلعم قد جمع بين إدامين وأكل الرَّطب بالقثَّاء وأكل القديد مع الدُّبَّاء، وقد روي عن النَّبيِّ صلعم ما يبيِّن هذا.
          روى عبد الله بن عُمَر القَوَارِيري حدَّثنا حمزة بن نَجِيْح الرَّقَاشِي حدَّثنا(2) سلمة بن أبي حبيب عن أهل بيت رسول الله صلعم: ((أَنَّ رَسُولَ الله صلعم نَزَلَ قُبَاءً ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَانْتَظَرَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بنُ خَوْلِيٍّ، حتَّى إذَا دَنَا إِفْطَارُهُ أَتَاهُ بِقَدَحْ فِيهِ لَبَنٌ وَعَسَلٌ فَنَاوَلَهُ رَسُولَ الله صلعم فَذَاقَهُ ثُمَّ وَضَعَهُ فِي الأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَوْسُ بنَ خَوْلِيٍّ مَا شَرَابُكَ هَذَا؟ قَالَ: لَبَنٌ وَعَسَلٌ يَا رَسُولَ اللهِ(3)، قَالَ: إِنِّي لَا أُحَرِّمُهُ، وَلَكِنِّي أَدَعُهُ تَوَاضُعًا للهِ ╡ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ اللهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ قَصَمَهُ اللهُ، وَمَنْ بَذَّر أَفْقَرَهُ اللهُ، وَمَنِ اقْتَصَدَ أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ ذَكَرَ اللهَ أَحَبَّهُ اللهُ)).


[1] قوله: ((عن)) ليس في (ص).
[2] قوله: ((حدثنا)) زيادة من (ص).
[3] قوله: ((يا رسول الله)) ليس في (ص).