مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة

          ░15▒ باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة
          لقول الله تعالى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم} [النحل:25].
          فيه حديث مسروق، عن عبد الله: قال: قال النبي صلعم: ((ليس من نفس تقتل ظلماً..)) الحديث.
          الكفل: النصيب والحظ والكساء أيضاً الذي يدار حول سنام البعير، فيركب عليه، ومن ذلك كفل الشيطان؛ أي: مقعده ومركبه.
          قال المهلب: فيه الأخذ بالمآل. والحديث على معنى الوعيد، وهذا الباب والذي قبله في معنى التحذير من الضلال واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين والنهي عن مخالفة سبيل المؤمنين المتبعين لسنة الله تعالى وسنة رسوله التي فيها النجاة.
          قال والدي ⌂:
          (باب ما جاء في اجتهاد القضاء) وفي بعضها: ((القضاة)) والاجتهاد لغة المبالغة في الجهد، واصطلاحاً استفراغ الوسع في درك الأحكام الشرعية.
          فإن قلت: في القرآن {فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44] و{فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة:45] و{فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47] فهل في تخصيص آية الظلم فائدة؟ قلت: الظلم عام شامل للكفر والفسق لأنه وضع الشيء في غير موضعه وهو يشتملها.
          قوله: (الحكمة) العلم الوافي المتقن، و(يقضي بها) إشارة إلى الكمال، و(يعلمها) إشارة إلى التكميل يعني الكامل المكمل، و(من قِبله) بكسر القاف أي: من جهة نفسه.
          قوله: (ومشاورة) عطف على اجتهاد، و(أهل) هو مما تنازع فيه العاملان؛ أي: المشاورة والسؤال.
          قوله: (شهاب بن عباد) بفتح المهملة وشدة الموحدة، و(إبراهيم بن حميد) بالضم، و(عبد الله) هو ابن مسعود والرجال كلهم كوفيون.
          قوله: (اثنين) في بعضها: ((اثنتين)) أي: خصلتين، و(رجل) أي: خصلة رجل وأطلق الحسد وأراد الغبطة، أو معناه: لا حسد إلا فيهما، ولا حسد فيهما إذ هو غبطة فلا حسد؛ كقوله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان:56].
          قوله: (محمد) قال الكلاباذي: ابن سلام وابن المثنى يرويان عن أبي معاوية محمد بن خازم بالمعجمة، و(الإملاص) إلقاء الجنين ميتاً، و(هي التي يضرب بطنها فتلقي جنيناً) جملة معترضة، و(فيه غرة) بضم المعجمة؛ أي: دية الجنين غرة، وهي عبد أو أمة.
          وقال الشافعي: تساوي خمس إبل.
          و(لا تبرح) أي: لا تفارق مكانك حتى تجيء بشاهد على قولك، و(محمد بن مسلمة) بفتح الميم واللام الخزرجي البدري.
          فإن قلت: خبر الواحد حجة يجب العمل به فلم ألزمه بالشاهد؟ قلت: للتأكيد وليطمئن قلبه بذلك مع أنه لم يخرج بانضمام آخر إليه عن كونه خبراً لواحد.
          و(ابن أبي الزناد) عبد الرحمن بن عبد الله مر الحديث بقصته في كتاب الديات.
          قوله: (ابن أبي ذئب) محمد، و(المقبري) سعيد، و(الإخذ) بكسر الهمزة وفتحها السيرة؛ أي: تسير أمتي بسيرتهم وتمشي بطريقتهم، و(كفارس) خبر مبتدأ محذوف وهو اسم الجبل المشهور؛ أي: الفرس، ويطلق أيضا على بلادهم، و(من) استفهام للإنكار.
          فإن قلت: الناس ليسوا منحصرين فيهما؟ قلت: المراد حصر الناس المعهودين المتبوعين / المتقدمين.
          قوله: (أبو عمر) هو حفص بالمهملتين، ابن ميسرة ضد الميمنة من صنعاء الشام وكان أصله من اليمن مر في صدقة الفطر، و(أبو سعيد) اسمه سعد بن مالك، و(السنن) بفتح المهملة والنون، الطريقة والجهة، و(اليهود) بالرفع أي: الذين قبلنا هم اليهود، وبالجر بدل عمن قبلكم.
          فإن قلت: هو مغاير لما تقدم آنفاً أنهم كفارس؟ قلت: الروم نصارى، وفي الفرس كان يهود مع أن ذلك ذكر على سبيل المثال إذ قال: كفارس مر الحديث في كتاب الأنبياء في ذكر بني إسرائيل.
          قوله: (الحميدي) بالضم عبد الله، و(الأعمش) سليمان، و(عبد الله بن مرة) بالضم وشدة الراء، و(ابن آدم الأول) هو قابيل سن القتل إذ قتل أخاه هابيل وهذا أول قتل وقع في العالم، و(الكفل) النصيب والحظ.
          الزركشي:
          (حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها) أي: حتى تسلك سبيلها، يقال: أخذ بأخذه؛ أي: سار بسيرته.
          (لتتبعن سنن من قبلكم) بفتح السين والنون؛ أي: طريقهم.