مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول الله تعالى: {أو يلبسكم شيعًا}

          ░11▒ باب قول الله: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} [الأنعام:65]
          فيه حديث جابر: لما نزل على رسول الله: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا} الآية [الأنعام:65]، في الآية أقوال:
          قال ابن عباس: {مِّن فَوْقِكُمْ} أئمة السوء ومن {تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} خدم السوء، وقيل: / الأتباع، وقال الضحاك: {مِّن فَوْقِكُمْ} أي: كباركم {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} من سفلتكم، وقال ابن العباس: {مِّن فَوْقِكُمْ} يعني: الرجم {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} يعني: الخسف.
          قوله: ({أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً}) الشيع: الفرق، والمعنى: شيعا متفرقة مختلفة لا متفقة لبست الشيء خلطته، ولبست عليه ألبسه إذا لم تبينه.
          ونقل ابن بطال عن المفسرين {مِّن فَوْقِكُمْ}: يحصبكم بالحجارة، أو يغرقكم بالطوفان الذي غرق به قوم نوح {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} الخسف الذي نال قارون ومن خسف به، وقيل: الريح {وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} يعني بالحرب والقتل.
          ويروى: أنه ◙ سأل ربه تعالى أن لا يستأصل أمته بعذاب ولا يذيق بعضهم بأس بعض فأجابه في صرف العذاب دون الثاني وأن لا تختلف، فلذلك قال ◙: ((هاتان أهون وأيسر)) أي: الاختلاف والفتنة أيسر من الاستئصال والانتقام بعذاب الله، وإن كانت الفتنة من عذاب الله لكن هي أخف؛ لأنها كفارة للمؤمنين، أعاذنا الله من ناره ونقمته.