مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من رايا بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به

          ░36▒ باب من راءى بقراءة القرآن أو تآكل به أو فخر
          هو بالخاء المعجمة، ويروى بالجيم.
          فيه ثلاثة أحاديث:
          1- حديث سويد بن غفلة قال: قال علي: سمعت النبي صلعم يقول: ((يأتي في آخر الزمان)).. الحديث.
          2- حديث أبي سعيد: ((يخرج فيكم قوم)).. الحديث.
          3- حديث أبي موسى: ((المؤمن الذي يقرأ القرآن)).. سلف قريباً.
          ومعنى: (لا يجاوز حناجرهم): لا يرتفع إلى الله، ولا يؤجرون عليه؛ لعدم خلوص النية بقراءته ذلك، ولذلك شبه ◙ قراءة المنافق لما كانت رياء وسمعة بطعم الريحانة المرة التي لا يلتذ به آكله، كما لا يلتذ المنافق والمرائي بأجر قراءته وثوابها.
          وروى أبو عبيد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ((تعلموا القرآن، واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرأ لله)).
          وذكر أيضاً عن زاذان قال: من قرأ القرآن ليستأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم، وقال ابن مسعود: سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن، فإذا سألوكم فلا تعطوهم.
          قوله: (في النصل) هو حديدة السهم. و(القدح): عوده / و(الفُوق) منه موضع الوتر وجمعه: أفواق وفوق وفقاً.
          فائدة:
          قوله: (عن سويد بن غفلة قال: قال علي) وذكره الداودي عن سويد قال: سمعت النبي صلعم، ثم قال: اختلف في صحبة سويد، والصحيح ما هنا أنه سمع من رسول الله صلعم، وهذا وهم، فالذي هنا أنه سمعه من علي.
          قال الداودي: وفي قوله: ((لا يجاوز إيمانهم حناجرهم)) أنهم تعلقوا بشيء من الإيمان. وخالفه غيره؛ لأن الإيمان محله القلب، وإذا لم يصل إليه لم يكن له إيمان. والحنجرة: أسفل الحلقوم والقلب.
          قوله: (فأين ما لقيتموهم) إلى آخره اختلف في تأويله، فقال مالك: من قدر عليه منهم استتيب، فإن تاب وإلا قتل.
          وقال سحنون: من كان منهم بداره ودعا إلى بدعته قوتل حتى يؤتى عليه أو يرجع إلى الله، ومن لم يبق منهم بداره ولم يدع إلى بدعته، صنع به ما صنع عمر بضبيع يسجن ويكرر عليه الضرب حتى يموت.