مجمع البحرين وجواهر الحبرين

فضل الكهف

          ░11▒ باب فضل الكهف
          فيه حديث البراء قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف... الحديث وسلف.
          والحصان: الفحل من الخيل. قال ابن التين: هو بكسر الحاء: الفرس العتيق. قيل: سمي بذلك؛ لأنه ضن بمائه فلم ينز إلا على كريمة، ثم كثر ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصاناً.
          والشطن: الحبل، وقيل: هو الطويل.
          وفي (م): ((فجعلت تدور وتدنو))(1).
          وروى الثوري بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه، ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء نوره من حيث قرأها ما بينه وبين مكة، وقال قتادة: من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال.
          واختلف أهل التأويل في تفسير السكينة، فعن علي: هي ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان. وعنه أنها ريح حجوح ولها رأسان. وعن مجاهد: لها رأس كرأس الهر وجناحان وذنب كذنب الهر. وعن العباس والربيع: هي دابة مثل الهر لعينيها شعاع فإذا التقى الجمعان أخرجت يديها فنظرت إليهم فينهزم ذلك الجيش من الرعب.
          وعن ابن عباس والسدي: هي طست من ذهب من الجنة يغسل فيها قلوب الأنبياء. وعن أبي مالك: طست من ذهب ألقى فيه موسى الألواح والتوراة والعصا، وعن وهب: روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء بين لهم ما يُريدوا. وعن الضحاك: الرحمة. وعن عطاء: ما تعرفون من الآيات فتسكنون إليها. وتنزل السكينة لسماع القرآن يدل على خلاف قول السدي أنها طست من ذهب، ويشهد لصحة قول من قال أنها روح أو شيء فيه روح.
          وجاء في ((مستدرك الحاكم)) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)) ثم قال: صحيح.
          وفي رواية للبيهقي: ((أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق)). قال: وروي موقوفاً.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: وفي (م) عن قتادة فقال من آخر الكهف)).