مجمع البحرين وجواهر الحبرين

بابُ فاتحة الكتاب

          ░9▒ باب فضل فاتحة الكتاب
          فيه حديث أبي سعيد بن المعلى السالف في تفسير الفاتحة، وحديث أبي سعيد الخدري في الرقية بها، وقد سلف.
          ومحمد في إسناده هو ابن سيرين، روى عن أخيه معبد بن سيرين كما ذكره بعد.
          والسليم: اللديغ، من باب التفاؤل.
          (فقام معها رجل ما كنا نأبُنه) هو بضم الباء الموحدة وكسرها يقال: أبنت الرجل آبنه وآبنه: إذا اتهمته ورميته بشر(1).
          ثم ذكره بعد معلقا عن أبي معمر، عن محمد بن سيرين، ثنا معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري بهذا.
          وأبو معمر اسمه عبد الله بن عمرو المقعد، مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
          وفيه: جواز الرقية وأخذ الأجرة عليها، والتوقف فيما لا يتحقق تحليله ولا تحريمه.
          واختصت الفاتحة بأمور: منها: أنها فاتحة القرآن، ومبدأه، ومختصة بجميع علومه؛ لأنها احتوت على الثناء على الله والأمر بالعبادات والإخلاص فيها والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها وعلى الابتهال إلى الله في الهداية، وعلى بيان عاقبة الجاحدين، نبه على ذلك القرطبي، قال: ويظهر لي أن السورة كلها موضع الرقية لما ذكرناه، ولقوله: ((وما يدريك أنها رقية؟!)) ولم يقل: فيها رقية.
          وأما حديث ابن مسعود: كان ◙ يكره الرقي إلا بالمعوذات. أخرجه (د) وقال (خ) في ((تاريخه)): لا يصح.
          فإن [قلت]: كيف شفي الكافر برقية أبي سعيد بالفاتحة، وقد قال تعالى: {وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82] قلت: الرحمة إنما جعلت لهم؛ لأنهم كانوا في مخمصة فانتفعوا بها.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: قال الحريري في ((درة الغواص)) ويقولون لدغته العقرب والاختيار أن يقال بعدما يضرب بمؤخرة كالدنبور والعقرب لسعة، ولما يقبض بأسنانه كالكلب والسباع نهش ولما يضرب بفيه كالحية لدغ)).