مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب نسيان القرآن وهل يقول: نسيت آية كذا وكذا؟

          ░26▒ باب نسيان القرآن
          فيه حديث عائشة قالت: ((سمع النبي صلعم رَجُلاً يقرأ في المسجد)) الحديث تابعه علي بن مسهر ثم ساق حديث سفيان، عن منصور.. إلى آخره.
          حديث عائشة سلف في الشهادات.
          وقوله: (تابعه علي بن مسهر وعبدة، عن هشام) يريد: تابعا عيسى بن يونس، ويريد بمتابعة علي ما رواه في ((صحيحه)) من حديث بشير بن آدم، عن علي بن مسهر، عن هشام ومتابعة عبدة أخرجها (م) عن ابن نمير.
          وقد نطق القرآن بإضافة النسيان إلى العبد أيضاً في قوله: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى} [الأعلى:6] وشهد ذلك بصدق حديث عائشة السالف أنه ◙ قال: ((ي ☼ كنت أنسيتها))، فأضاف الإسقاط إلى نفسه، والإسقاط هو النسيان بعينه.
          وحديث عبد الله خلاف هذا، فاستحب ◙ أن يضيف النسيان إلى خالقه، وقد جاء في قصة موسى ◙ أنه أضاف النسيان مرة إلى نفسه، وأخرى إلى الشيطان.
          وفي ((مسند أحمد)) من حديث عبد الرحمن بن أبزى أن النبي صلعم صلى في الفجر فترك آية، فلما صلى قال: ((أفي القوم أبي بن كعب؟)) قال أُبي: / يا رسول الله نسخت آية كذا وكذا أو نسيتها؟ قال: ((نَسيتها)) قال ابن التين: وفيه أنه ◙ كان ينسى القرآن ثم يتذكره.
          قوله: (كذا وكذا) يحتمل من إحدى وعشرين آية إلى ما بعدها على قول ابن عبد الحكم فيمن قال له: علي كذا وكذا درهماً؛ أنه يقضي عليه بإحدى وعشرين درهماً؛ لأن ذلك متيقن؛ لأنه أقل ما في بابه، وما زاد على ذلك فهو مشكوك فيه، وكذلك إذا قال له: عندي كذا وكذا درهماً؛ يقضي عليه بإحدى عشر درهماً، وإذا قال: كذا درهماً؛ يقضي عليه بعشرين.
          وقال سحنون: تسأل العرب عن ذلك. وقال الداودي: يغرم إذا قال: كذا وكذا درهمين؛ لأن هذا أقل ما يقع عليه من مقصد العامة. قال: وهذه مقالة الشافعي أنه يغرم في قوله: كذا وكذا درهماً درهمين، ولو رفع أو جر فدرهم، وفي قوله: كذا درهماً درهم واحد.