مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب اغتباط صاحب القرآن

          ░20▒ باب اغتباط صاحب القرآن
          فيه حديث ابن عمر: ((لا حسد في اثنتين)) الحديث.
          وحديث أبي هريرة: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن)) الحديث.
          وهو في أول الكتاب في العلم، في باب: الاغتباط في العلم والحكمة من حديث ابن مسعود، وكذا في الزكاة وشيخ (خ) في حديث أبي هريرة علي بن إبراهيم؛ فقيل: الواسطي، وقيل: ابن إشكاب. وقال الدارقطني: علي بن عبد الله بن إبراهيم شيخ (خ) عن حجاج لم يذكره غيره.
          وسلف أن معنى: (لا حسد): لا غبطة، قال ثعلب: أي: يَضر إلا في كذا. وهو ظاهر ترجمة (خ). (وآناء الليل) ساعاته واحدها آنا، وظاهر الحديث الأول أن يقوم به في الصلاة بخلاف قوله في الثاني: ((يتلوه)) فإنه محتمل.
          وفيه: أن النية إذا خلصت تقوم مقام العمل، فنية المؤمن أبلغ من عمله. وهنا هي مثله؛ فقد يجوز لأن العمل لا بد أن يكون فيه للنفس حظ، والنية تعرى عن ذلك.
          وروى أبو عبيد بإسناده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، وقد استدرجت النبوة بين جبينه إلا أنه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لصاحب القرآن أن يرفث فيمن يرفث، ولا يجهل فيمن يجهل وفي جوفه كلام الله تعالى.
          وقال سفيان بن عيينة: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي}الآية [الحجر:87]، وقوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16] إلى قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16] قال: هو القرآن.
          قال أبو عبيد: ومن ذلك قوله ◙: ((ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة في قول)) ومنه قول شريح لرجل سمعه يتكلم فقال له: أمسك عليك نفقتك.