مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من لم ير بأسًا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا

          ░27▒ باب من لم ير بأساً
          أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا وكذا فيه حديث أبي مسعود الأنصاري: ((الآيتان من آخر سورة البقرة)) وسلف قريباً.
          وحديث عمر عن هشام في قراءة سورة الفرقان السالف في باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف.
          وحديث عائشة السالف: ((من سورة كذا وكذا)).
          وفيها: رد على من يقول: أنه لا يجوز أن يقول: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، وزعم أن الصواب في ذلك أن يقال: السورة التي يذكر فيها البقرة، فقد أضاف السورة إلى البقرة، والبقرة لا سورة لها، وقد سلف هذا في الحج في باب: يكبر مع كل حصاة.
          وقول عمر لهشام: كذبت. يريد على ظنه وما ظهر له.
          قال والدي ⌂:
          قوله: (وتعاهده) أي: تعهده أي التحفظ به وتجديد العهد به، و(المعقلة) من عقلت البعير إذا شددته بالعقال بكسر العين المهملة أي: الحبل، و(المصاحبة) المؤالفة.
          قوله: (محمد بن عرعرة) بفتح المهملتين وإسكان الراء الأولى، و(كيت وكيت) بفتح التاء وكسرها، و(نسى) بالتخفيف والتشديد، و(التفصي) بالفاء والمهملة، الانفصال والانقلاب والتخلص وفي الحديث كراهة قول نسيت آية كذا كراهة تنزيه وإنما نهى عنه؛ لأنه يتضمن التساهل فيه والتغافل عنه.
          قال القاضي: الأولى أن يقال أنه ذم الحال لا ذم القول أي: بئس حال من حفظ القرآن فتغفل عنه حتى نسيه. الخطابي: بئس يعني أنه عوقب بالنسيان على ذنب كان منه أو على سوء تعهده بالقرآن حتى نسيه وقد يحتمل معنى آخر، وهو أن يكون ذلك في زمنه صلعم حين النسخ وسقوط الحفظ عنهم فيقول القائل منهم نسيت كذا فنهاهم عن هذا القول لئلا يتوهموا على محكم القرآن الضياع فأعلمهم أن ذلك بإذن الله ولما رآه من المصلحة في نسخه.
          قوله: (عثمان) هو ابن أبي شيبة، و(جرير) بفتح الجيم ابن عبد الحميد، و(بشر) بالموحدة المكسورة ابن محمد المروزي، و(ابن المبارك) عبد الله، و(ابن جرير) عبد الملك، و(عبدة) ضد الحرة ابن أبي لبابة بضم اللام وبالموحدتين، و(شقيق) بفتح المعجمة، و(بريد) بضم الموحدة وسكون التحتانية وبالمهملة، و(أبو بردة) بالموحدة المضمومة، و(العقل) بضمتين وسكون الثانية جمع العقال وهو الحبل الذي يشد به البعير، وفي بعضها في عللها بدل من عقلها.
          الطيبي: شبه القرآن وكونه محفوظاً على ظهر القلوب بالإبل النافرة وقد عقل عليها بالحبل وليس بين القرآن والبشر مناسبة قريبة؛ لأن البشر حادث وهو قديم والله تعالى بلطفه منحهم هذه النعمة العظيمة فينبغي له أن يتعاهده بالحفظ والمواظبة عليه، وقال السين في استذكروا للمبالغة أي: اطلبوا من أنفسكم المذاكرة به وهو عطف من حيث المعنى على بئسما؛ أي: لا تقصروا في مُعاهدته واستذكروا.
          وقال: (ونسي) فيه إشارة الى أنه من نقل الله تعالى من غير / تقصير منه.
          قوله: (حجاج) بفتح المهملة وشدة الجيم الأولى (ابن منهال) بكسر الميم وإسكان النون، و(أبو إياس) بكسر الهمزة (معاوية بن قرة) بضم القاف وشدة الراء المزني البصري (وعبد الله بن مغفل) بفتح المعجمة والفاء المشددة المزني، و(أبو بشر) بكسر الموحدة وإسكان المعجمة جعفر، و(المفصل) هو من سورة ق أو من الحجرات أو من الفتح أو من محمد على اختلاف فيه إلى آخر القرآن، وسمي مفصلاً لكثرة الفصول، ومحكماً؛ لأنه لا منسوخ فيه وليس المحكم هنا ضد المتشابه بل هو ضد المنسوخ، و(هشيم) مصغر الهشم، واسم أبي بشر: جعفر.
          قوله: (ربيع) بفتح الراء ضد الخريف أبو الفضل، و(زائدة) من الزيادة ابن قدامة بضم القاف وخفة الميم، و(محمد بن عبيد) مصغر ابن ميمون، و(عيسى) أي: ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي، و(أسقطتهن) أي: بالنسيان، و(علي بن مسهر) بفاعل الإسهار بالمهملة والراء، و(عبدة) ضد الحرة ابن سليمان، و(أحمد بن أبي رجاء) ضد الخوف.
          فإن قلت: كيف جاز عليه صلعم نسيان القرآن؟ قلت: الإنساء ليس باختياره، وقال الجمهور: جاز النسيان عليه فيما ليس طريقة البلاغ والتعليم بشرط ألا يقر عليه، بل لا بد أن يذكره وأما غيره فلا يجوز قبل التبليغ. وأما نسيان ما بلغه كما في هذا الحديث فهو جائز بلا خلاف، وفيه رفع الصوت بالقراءة في الليل وفي المسجد والدعاء لمن أصاب الإنسان من جهته خيراً وإن لم يقصده.
          قوله: (نسي) بلفظ مجهول ماضي التنسية، و(عبد الرحمن) ابن يزيد من الزيادة، و(أبو مسعود) هو عقبة بضم المهملة وإسكان القاف البدري، و(كفتاه) أي: من إحياء الليل أو من الآفات أو من شر الشياطين أو من قراءة ورده ومر في فضل سورة البقرة، و(المسور) بكسر الميم وفتح الواو وبالراء (ابن مخرمة) بفتح الميم والراء وسكون المعجمة، و(عبد الرحمن ابن عبد) خلاف الحر القاري بالقاف وخفة الراء وياء النسبة، و(هشام بن حكيم) بفتح المهملة ابن حزام بكسر المهملة وتخفيف الزاي، و(أساوره) بالمهملة أي: أواثبه، و(لببته) أي: أخذته بثوبه مجتمعاً عند صدره، و(سبعة أحرف) أي: لغات.
          قوله: (بشر) بالموحدة المكسورة وإسكان المعجمة، و(علي بن مسهر) بضم الميم وكسر الهاء الخفيفة.
          الزركشي:
          (الإبل المعقلة) أي: المربوطة بالعقال.
          (فإنه أشد تفصيا) بالفاء والصاد المهملة؛ أي: انفصالاً وخروجاً، وانتصابه على التمييز كقوله تعالى: {خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان:24].
          (من عقلها) بضم العين والقاف، قال أبو الفرج: كذا ضبطناه، جمع عقال، قلت: وهكذا هو مقيد في ((صحاح الجوهري)).
          وحديث أبي وائل عن عبد الله بن المغفل سبق في الصلاة.
          أقول:
          قوله: (رجلاً يقرأ في المسجد) اسمه عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري.