مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم

          ░4▒ باب ذكر كاتب النبي صلعم
          ذكر فيه قطعة من الحديث قبله عن الزهري أن ابن السباق قال: إن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر قال: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله.. الحديث.
          وحديث البراء لما نزلت {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} [النساء:95]. وقد سلف في سورة النساء، قال مالك: نزل جبريل بقوله: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} قبل أن يجف القلم فألحق بما في القلم، وذلك مسيرة ألف سنة(1) هبوطه وعروجه. وفيه: كما قال أبو بكر بن الطيب أنه ◙ سن جمع القرآن وكتابته وأمر بذلك وأملاه على كتبته، وأن الصديق والفاروق وزيد بن ثابت وجماعة الأئمة أصابوا في جمعه وتحصينه وإحرازه، وجروا في كتابته على سنن الرسول وسنته، وأنهم لم يثبتوا منه شيئاً غير معروف وما لم تقم الحجة به.
          وفيه كما قال المهلب أن السنة للخليفة والإمام أن يتخذ كاتباً يقيد له ما يحتاج إلى النظر فيه من أمور الرعية، ويعينه على تنفيذ أحكام الشريعة؛ لأن الخليفة يلزمه من الفكرة والنظر في أمور من استرعاه الله أمرهم ما يشغله عن الكتاب وشبهه من أنواع المهن، وقد احتج بقوله: {لاَّ يَسْتَوِي} [النساء:95] إلى آخره من قال: إن الغنى أفضل من الفقر، وقال: ألا ترى قوله: {فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ} الآية. بفضيلة الجهاد وبذل المال في إعلاء كلمة الله درجة لا يبلغها الفقراء أبداً.
          قوله: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} يدل أن أهل الأعذار لا حرج عليهم فيما لا سبيل لهم إلى جعله من الفرائض / اللازمة للأصحاء القادرين.
          وفيه حجة لمن قال: لا يجوز تكليف ما لا يطاق، وهو حجة جمهور الفقهاء.


[1] في هامش المخطوط: في (ط): ((سبعة ألف سنة)).