الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب بول الصبيان

          ░59▒ (بَابُ: بَوْلِ الصِّبْيَانِ): أي: حكمه من حيث النجاسة، والتطهير، والصِّبيان _بكسر الصاد_ جمع صبي: الغلام، وحكي ضم الصاد، قاله الكرماني وغيره كابن الملقن وابن حجر في ((الفتح))، والبرماوي، وزاد: والجارية صبية، وجمعها: صبايا.
          وقال العيني: الصِبيان _بكسر الصاد_ وصبوان، وهذه أضعفها، وقال ابن السكيت: صبية وصبوة، وقال في ((المحكم)): صبية، وصبية، وصِبوان، وصبوان، وقال بعضهم: الصبيان: بكسر الصاد ويجوز ضمها.
          قلت: في الضم لا يقال إلا: صُبوان _بالواو_ وقد وهم هذا القائل حيث لم يعلم الفرق بين المادة الواوية، والمادة اليائية، وأصل صِبيان _بالكسر_ صبوان؛ لأن المادة واوية، فقلبت الواو بالانكسار ما قبلها. انتهى.
          وأقول: قد علمت أنه سبق ((الفتح)) غيره من الشراح فيما قاله، فما وجه تخصيصه بالاعتراض؟ وقد انتصر القسطلاني لابن حجر على غير عادته من نقل الاعتراض عليه مسلماً، واستند لقول ((القاموس)): الصبي: ما لم يفطم، وجمعه: أصبية، وأصب، وصبوة، وصبية، وصِبوان، وصبيان، وتضم هذه الثلاثة. انتهى.
          وقد يقال: العيني: لم يكتف بكلام ((القاموس)): لمعاصرته، فتأمل.