الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة

          ░41▒ (بَابُ مَنْ مَضْمَضَ): بإضافة (باب) إلى (من) وهي موصولة أو نكرة موصوفة بقوله: (مضمض) وفي رواية: (تمضمض): بفوقية أوله (وَاسْتَنْشَقَ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ): متعلق بــ(استنشق) على مذهب البصريين في التنازع وحذف متعلق (مضمض) تقديره: منها و(غرفة): بفتح الغين المعجمة أو ضمها كالآية، والثاني أنسب لمن أراد التثليث؛ أي: هذا باب بيان من فعل المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة، أو بيان صحة المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة، أو أفضليتهما بها على ما سنقرره، وتقدم ما فيه من الكيفيات الستة، وإن اقتصر الشراح على خمسة وهذا صادق بثلاث صور:
          بأن يتمضمض ثلاثاً وِلاءً ثم يستنشق، كذلك كلاهما من غرفة واحدة.
          وبأن يتمضمض مرة ثم يستنشق مرة يفعل كذلك من غرفة واحدة.
          وبأن يتمضمض ثم يستنشق من غرفة ثم يتمضمض ويستنشق من غرفة ثانية كذلك ثم ثالثة كذلك، وهذه أفضل كيفيات الوصل الفاضلة، وقوله الآتي قريباً: (ففعل ذلك ثلاثاً) صادق بجميع هذه الصور لكن الظاهر: أن المراد: من غرفة واحدة كما سيأتي، فيحمل ماهنا على إحدى الصورتين الأوليين. فتأمل وافهم.
          وأما من لم يرد التثليث فيهما فيحتمل فعله لهما صوراً كثيرة. فافهم.