الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الاستنثار في الوضوء

          ░25▒ (بَابُ الاِسْتِنْثَارِ): أي: طلبه (فِي الوُضُوءِ): والظاهر أن مثله الغسل، والاستنثار: استفعال من النثر _بنون فمثلثة ساكنة_ وتقدم أنه: إخراج الماء الذي يستنشقه المتوضئ، وحكمته: تنظيف ما في داخل الأنف من أذى وتنقية مجري النفس الذي فيه التلاوة، وإصلاح مجاري الحروف سواء بإعانة يده أم لا.
          وحكي عن مالك كراهة فعله بغير اليد؛ لأنه يشبه فعل الدابة والمشهور عدمها، وإذا استنثر بيده فالمستحب أن يكون باليسرى، كما بوّب عليه النسائي، وأخرجه من حديث علي
          (ذَكَرَهُ): أي: روى الاستنثار (عُثْمَانُ): أي: ابن عفان، وتقدم وصله عنه في باب مسح الرأس كله، وباب الوضوء ثلاثاً (وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ): أي: ابن عاصم لا صاحب رؤيا الأذان، وسيأتي موصولاً (وَابْنُ عَبَّاسٍ ☻، عَنِ النَّبِيِّ صلعم): ورواه الأصيلي وابن عساكر بلفظ: <وعبد الله بن عباس> وسبق حديثه موصولاً في باب غسل الوجه من غرفة، لكن ليس فيه ذكر الاستنثار وكأن المصنف أشار إلى ما رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والحاكم من حديث ابن عباس مرفوعاً: (استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثاً)، ورواه أبو داود الطيالسي بسند حسن بلفظ: (إذا توضأ أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين أو ثلاثاً).
          وقال العيني: / في بعض النسخ ذكر: (واستنثر) بدل: (واستنشق).