الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب إسباغ الوضوء

          ░6▒ (بَابُ إِسْبَاغِ الوُضُوءِ): أي: إتمامه وإيتاء كل عضو حقه من غسل، ومسح فإن الإسباغ لغة: الإتمام، ومنه درع سابغ وقوله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} [لقمان:20]؛ أي: أتمها، وأما تفسير ابن عمر له بالإنقاء في قوله: (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ): أي: ابن الخطاب (إِسْبَاغُ الوُضُوءِ: الإِنْقَاءُ): فهو تفسير له بلازمه إذ الإسباغ مستلزم للإنقاء عادة، قاله الشراح، فليتأمل.
          وهذا التعليق وصله عبد الرزاق في (مصنفه) بسند صحيح، ويدل لذلك: أن ابن عمر كان يغسل رجليه في الوضوء سبع مرات، رواه ابن المنذر بسند صحيح، وما ذاك إلا لقصد الإنقاء وإنما بالغ فيهما دون غيرها؛ لأنهما موضع الأوساخ غالباً لاعتيادهم المشي حفاة.
          قال العيني: وجهه مع أن الزيادة على الثلاث ظلم: أن ذلك فيمن لم ير الثلاث سنة، وأما إذا رآها وزاد على أنه من باب الوضوء على الوضوء يكون نوراً على نور. انتهى.