الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن

          ░4▒ (بَابٌ): بالتنوين (لَا يَتَوَضَّأُ): بفتح التحتية أوله، وضمير الفاعل راجع إلى المتوضئ المفهوم من (يتوضأ) ولو جعل مبنياً للمفعول ونائب الفاعل (من الشك) لجاز، و(لا): تحتمل النافية والناهية، والأول أقرب بدليل رواية ابن عساكر: <باب من لا يتوضأ> بإضافة (باب) إلى (من) الموصولة بلا يتوضأ وضميره حينئذٍ عائد إليها؛ لأن الصلة والضمة لا يكونان إنشاء، فافهم.
          وقوله: (مِنَ الشَّكِّ): للتعليل متعلق بيتوضأ كقوله: (حَتَّى يَسْتَيْقِنَ): أي: يتيقن الحدث أو المراد: لا يجب عليه الوضوء إلا إذا تيقن الحدث الطارئ على الوضوء.
          واليقين: العلم، وخلاف الشك يقال: يقنت الأمر بالكسر يقيناً وأيقنت واستيقنت بمعنى واحد، وقد تأتي السين للطلب.
          والشك عند الفقهاء: اعتقاد تساوي طرفي الشيء في الوقوع وعدمه، والظن: الاعتقاد الراجح لأحدهما، والوهم: الاعتقاد المرجوح، وأما بحسب اللغة فلا فرق بينها.