نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الصدقة على اليتامى

          ░47▒ (بابُ الصَّدَقَةِ عَلَى الْيَتَامَى) ذكر لفظ الصَّدقة لكونها أعمُّ من صدقة التَّطوع ومن صدقة الفرض.
          وقال الزَّين ابن المنيِّر: عبَّر بالصَّدقة دون الزَّكاة لتردُّد الخبر بين صدقة الفرض والتَّطوع لكون ذكر اليتيم جاء متوسِّطاً بين المسكين وابن السَّبيل، وهما من مصارف الزَّكاة؛ بخلاف اليتيم فإنه إنَّما يكون مصرفاً إذا كان فقيراً، والصَّدقة مطلقاً مرغوبٌ فيها ولفاعلها أجرٌ عظيم وثواب جزيل إذا وقعت محلها، والشَّارع مدح الَّذي يتصدق على هؤلاء الثَّلاثة.
          وإنَّما ذكر البخاري لفظ اليتامى وخصَّه بالذكر دون هذين الاثنين للاهتمام بهم وحصول الأجر في الصَّدقة عليهم أكثرَ من غيرهم، وقد ورد في الحديث أنَّ الصَّدقة على اليتيم تُذهِبُ قَسَاوة القلب.