نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الصدقة قبل الرد

          ░9▒ (باب الصَّدَقَةِ قَبْلَ الرَّدِّ) أي: هذا باب التَّحريض على إعطاء الصَّدقة قبل ردِّ من يتصدَّق عليه بها، والمقصود من هذه التَّرجمة المسارعة إلى التَّصدق والتَّحذير عن التَّسويف به؛ لأنَّ التَّسويف قد يكون ذريعةً إلى أن لا يجد من يقبلها لاستغناء النَّاس بما تخرجه الأرض من كنوزها، ولا تتمُّ الصَّدقة إلَّا بمصادفة المحتاج إليها.
          وقد أخبر الشَّارع أنَّه سيقع فقد الفقراء المحتاجين إلى الصَّدقة بأن يخرج الغني صدقته فلا يجد مَن يقبلها، كما يأتي في الحديث.
          فإن قيل: إنَّ من أخرج صدقته يُثاب على نيَّته وإن لم يجد من يقبلها؟
          فالجواب: أنَّ الواجد يثاب ثواب المجازاة والفضل، والنَّاوي يثاب ثواب الفضل فقط، والأوَّل أربح، والله أعلم.