نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: إذا تصدق على غني وهو لا يعلم

          ░14▒ (بابٌ) بالتنوين (إِذَا تَصَدَّقَ) رجل (عَلَى) شخص (غَنِيٍّ وَهُوَ) أي: والحال أنَّه (لاَ يَعْلَمُ) أنَّه غني يعني: ظنَّه فقيراً، وجواب إذا مقدَّر؛ أي: فصدقته مقبولةٌ وإن كانت وقعت في غير محلِّها لعدم التَّقصير من جهته. وفي روايةٍ سقط لفظ: <باب> ووقع هكذا: <وإذا تصدَّق> بواو العطف بعد قوله: الآية.
          ومناسبته للباب الأول لا تخفى؛ لأنَّ الصَّدقة المذكورة وقعت باللَّيل لقوله في الحديث: ((فأَصبحوا يتحدَّثون)) بل وقع في «صحيح مسلم» التَّصريح بذلك لقوله فيه: «لأتصدَّقنَّ اللَّيلة»، فدلَّ على أنَّ صدقته كانت سراً، إذ لو كانت جهراً نهاراً لَما خفي عنه حال الغَني؛ لأنَّها في الغالب لا تخفى، ولهذا خصَّ الغني بالذِّكر في التَّرجمة دون الزَّانية والسَّارق.