التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن رعلًا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله

          4090- قوله: (أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللهِ صلعم): قال الدِّمياطيُّ: (هذا وهم، وإنَّما الصواب: أنَّ عامر بن الطفيل استمدَّهم على أصحاب رسول الله صلعم)، انتهى، وما قاله الدِّمياطيُّ لا شكَّ فيه.
          قوله: (وَبَنِي لَحْيَانَ): تَقَدَّم أنَّ ذكره مع هؤلاء فيه نظرٌ [خ¦2802]، وسيأتي أيضًا [خ¦4095].
          قوله: (بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ): تَقَدَّم الخلاف في عددهم، وأنَّ القولَ قولُ «الصحيح»: (إنَّهم سبعون) [خ¦4087]، ورواية ابن إسحاق (أنَّهم أربعون) مرسلةٌ؛ رواها عن عاصم بن عمر بن قتادة التابعيِّ الثقة الإمام في «المغازي»، وتَقَدَّم ما ذكره مغلطاي قوله: (إنَّهم كانوا ثلاثين)، وتَقَدَّم أنَّ في قوله: (من الأنصار) مجازًا قريبًا [خ¦4088].
          قوله: (عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَـِحْيَانَ): كذا هنا، وفي «مسلم»: (يدعو على رِعْلٍ، ولحيان، وعُصَيَّة عصت اللهَ ورسولَه)، كذا وقع، قال ابن سيِّد الناس الحافظ فتح الدين في «سيرته» في بئر معونة بعد أن ذكر رواية مسلم، ولم يذكر رواية البُخاريِّ ما لفظه: (وهو يُوهم أنَّ بني لحيان ممَّن أصاب القرَّاء يوم بئر معونة، وليس كذلك، وإنَّما أصاب هؤلاء رِعْل، وذكوان، وعصيَّة، ومن صَحِبَهم من سُلَيم، وأمَّا بنو لحيان؛ فهم الذين أصابوا بَعْث الرَّجيع، وإنَّما أتى الخبرُ إلى رسول الله صلعم عنهم كلِّهم في وقت واحد، فدعا على الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاءً واحدًا)، انتهى.
          وسيجيء قريبًا من حديث أنس قال: (دعا النَّبيُّ صلعم على الذين قَتَلوا _يعني: أصحابَه ببئر معونة_ ثلاثين صباحًا حين يدعو على رِعْل، ولحيان، وعصيَّة عصت الله ورسوله) [خ¦4095]، وفي رواية: (حتى يدعو) عوض (حين).
          قوله: (بَلِّغُوا [عَنَّا] قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا): تَقَدَّم الكلام على ذلك وكلامُ السُّهيليِّ _وهو حسن جدًّا_ في (الجهاد)؛ فانظره [خ¦2801].
          قوله: (وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ...) إلى آخره، هذا الظَّاهر أنَّه معطوف على السند الذي قبله، وليس تعليقًا، والله أعلم.
          قوله: (زَادَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ زُرَيْعٍ): تَقَدَّم أنَّ (خليفة) هذا: هو ابن خيَّاط شباب العصفريُّ الحافظ، وهو شيخ البُخاريِّ [خ¦1338]، وتَقَدَّم أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (زاد فلان)؛ هو مثل: (قال فلان)، وإذا كان كذلك؛ فيكون مثل: (حدَّثنا فلان)، والظَّاهر أنَّه يكون أخذه عنه في حال المذاكرة غالبًا [خ¦142]، والله أعلم.
          قوله: (قُرْآنًا: كِتَابًا نَحْوَهُ)؛ أي: نحو الحديث المُتَقدِّم.