التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي

          4088- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بميمين مفتوحتين، بينهما عين ساكنة، وأنَّ اسمه عبد الله ابن عمرو بن أبي الحَجَّاج المنقريُّ الحافظ المقعد، و(عَبْدُ الْوَارِثِ) بعده: تَقَدَّم أنَّه عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة الحافظ، و(عَبْدُ الْعَزِيزِ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه ابن صُهيب.
          قوله: (بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ، يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ...) إلى أن قال: (يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ): تَقَدَّم متى كانت بئر معونة، وضبطها، وأين هي [خ¦4078]، والخلاف في أنَّهم سبعون، كما في «الصحيح»، أو أربعون، كما عند ابن إسحاق، وقد مرَّ في «الصحيح» بالشكِّ (سبعون أو أربعون) [خ¦3170]، / وفي «سيرة مغلطاي الصغرى»: (سبعون، وقيل: أربعون، وقيل: ثلاثون)، وتَقَدَّم أنَّ في كلام أنس _في قوله: (ويوم بئر معونة سبعون)؛ يعني: من الأنصار_ مجازًا [خ¦4078]، وكذا في قوله هنا: (فَقَتَلُوهُمْ)، وفيما يأتي: (فَأُصِيبُوا) [خ¦6394]؛ وذلك لأنَّ القوم لم يُقتلوا كلُّهم، بل بقي منهم كعب ابن زيد أخو بني ذُبيان بن النجَّار، فإنَّهم تركوه، وبه رمق، فارتثَّ من بين القتلى، فعاش حتَّى قتل يوم الخندق شهيدًا، وكان في سرح القوم عمرو بن أميَّة الضمريُّ ورجل آخر من الأنصار؛ أحدِ بني عمرو بن عوف، قال ابن هشام: (هو المنذر بن محمَّد بن عقبة بن أحيحة بن الجُلَاح)؛ فجاء وقاتل حتَّى قُتل، وأُخِذَ عمرو بن أميَّة أسيرًا، فأخذه عامر بن الطُّفيل، وجزَّ ناصيته، وأعتقه عن رقبة زعم أنَّها كانت على أمِّه.
          وفي قوله: (ويوم بئر معونة سبعون) مجازٌ آخر؛ لأنَّ السبعين أجمعَ ليسوا من الأنصار؛ وذلك لأنَّ فيهم عامرَ بن فُهيرة، والحكمَ بن كيسان مولى بني مخزوم، وهو مولى والد أبي جهلٍ، أسلم في السنة الأولى، وقتل ببئر معونة، ونافعَ بن بُديل بن ورقاء الخزاعيَّ، وعمرَو بن أميَّة، وقد تَقَدَّم أنَّه لم يقتل [خ¦2801]، لكن لمَّا كان غالبهم من الأنصار؛ أطلق عليهم ما أطلق باعتبار الغالب، والله أعلم، وكذا قتل غالبهم، والله أعلم.
          قوله: (مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ): تَقَدَّم أنَّه بضمِّ السين، وفتح اللام، وهذا ظاهرٌ، وكذا تَقَدَّم (رِعْلٌ): أنَّه بكسر الراء، وإسكان العين، وباللام [خ¦2801].
          قوله: (وَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ): هو بفتح الموحَّدة، وإسكان الدال، مهموزٌ، وقد تَقَدَّم في أوَّل هذا التعليق [خ¦1-2].
          قوله: (قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ): هو ابن صُهيب، هذا من تتمَّة الحديث الذي قبله، وليس تعليقًا، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (وَسَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا): هذا الرجل لا أعرف اسمه، وقال بعض حُفَّاظ العصر: (السائل عاصمٌ الأحول، رواه المصنِّف أيضًا [خ¦1002] [خ¦3170] [خ¦4096])، انتهى.